نقل موقع Aydınlık التركي، تفاصيل جلسة "الطريق نحو الاستقرار في سوريا" ضمن فعاليات الدورة الثالثة من المنتدى الدبلوماسي المنعقد في أنطاليا في مركز (NEST) للمؤتمرات، وذلك وسط غياب من الطرف الإيراني الشريك في مسار أستانا. وعُقدت الجلسة، التي بمشاركة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن، ورئيس لجنة التفاوض بدر جاموس، ومنسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا مهند هادي، والباحث في مجلس الأطلسي ريتش أوتزن. وبحسب الموقع، ركز المشاركون في الجلسة على الأزمة الإنسانية المتفاقمة في البلاد، مؤكدين على ضرورة الحل السياسي بمشاركة جميع الأطراف في المفاوضات. وتحدث بيدرسن في الجلسة عن عدم تحقيق أي تقدم في الوضع في سوريا، مشيراً إلى أن أكثر من نصف سكان المناطق التي شهدت المعارك في البلاد اضطروا لترك منازلهم ولم يتمكنوا من العودة. وأشار بيدرسن إلى أن جميع المؤشرات تظهر أن الأمور تسير في الاتجاه الخاطئ، مؤكداً على زيادة الاحتياجات الإنسانية وانخفاض الدعم الدولي. ذكر بيدرسن أن هناك عنصرين يتعلقان بالوضع الأمني، أحدهما متعلق بالحرب في غزة، مشيراً إلى أنها امتدت أيضاً إلى سوريا، إلى جانب وجود تنظيم داعش في سوريا، مؤكداً الحاجة إلى دعم مجلس الأمن الدولي وأعضائه الدائمين في المسألة السورية. وأوضح أن دور روسيا في سوريا قد تزايد، وأن إسرائيل شنت هجمات، وظهرت مشكلة تهريب المخدرات، مؤكداً على أن هذه المشكلات يمكن حلها بجهود جميع الأطراف. وشدد بيدرسن على ضرورة اجتماع جميع الأطراف حول الطاولة، مشيراً إلى أهمية وجود أطراف مثل الولايات المتحدة وتركيا وإيران وروسيا، وإلى أن الجبهات في سوريا لم تتغير كثيراً منذ آذار 2020. وأكد بيدرسن على أن حل الأزمة لا يمكن أن يكون عسكرياً وأن الأطراف قد أدركت أن الحرب لا يمكن الفوز بها، وبأن المسألة لم تعد الفوز بالحرب بل الفوز بالسلام. وأشار خلال الجلسة إلى أنه لا يمكن الحديث عن حل عسكري في سوريا وأنه يجب التركيز على الجانب السياسي، معرباً عن أمله في عدم انتقال الحرب في غزة إلى سوريا. وكرر بيدرسن مطالبته بضرورة زيادة المساعدات الإنسانية: "لا يمكن إيجاد حل للقضية السورية من جانب واحد. يجب أن تجتمع المعارضة والدولة والحكومة معاً وأن تجد أرضية مشتركة. كما يجب علينا أيضًا إشراك جميع العوامل المختلفة وتقييم العناصر التي تسببت في الأزمة السورية. يجب علينا النظر إلى العملية السياسية بشكل أوسع، والتحدث عن سيادة واستقلال سوريا". وأكد على ضرورة التعاون بين أنقرة وواشنطن من أجل الدفع في العملية السياسية: "يجب على تركيا تقييم هذه العملية السياسية بالتعاون مع الولايات المتحدة وإيجاد حل لها، وتقييم مسألة الأمن، ومحاربة الإرهاب، وكيفية القيام بذلك مع قرارات الأمم المتحدة، والتفكير في كيفية حماية المدنيين". وقال رئيس لجنة التفاوض بدر جاموس إن المفاوضات بدأت منذ عام 2012، وكانت هناك العديد من المبادرات، لكن لم يتحقق أي شيء ولم يكن لديهم شركاء، مؤكداً على ضرورة تحمل المزيد من المسؤولية والاجتماع حول طاولة واحدة للبحث عن حل. وأشار جاموس إلى أن المشكلات في الشرق الأوسط مستمرة منذ عام 2011، وقال: "إذا لم يتم حل النزاع في سوريا، فلن يتم حل الباقي. نحن مستعدون للبدء من سوريا، ودائماً مستعدون للمفاوضات". أكد جاموس أنهم يعملون على تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي، مشيراً إلى أن المعارضة السورية دائماً تسعى لنتائج إيجابية وتكافح من أجل المفاوضات. وأعرب عن موقفه تجاه حزب العمال الكردستاني في سوريا، قائلاً: "PKK-YPG هي تنظيمات إرهابية في سوريا، والتنظيمات الموجودة في الشمال الشرقي هي تنظيمات إرهابية بالنسبة لنا". كما شدد نائب الأمين العام للأمم المتحدة، مهند هادي، على ضرورة إيجاد حلول سياسية من قبل السياسيين: "الحل لسوريا هو حل سياسي وليس حلاً إنسانياً. الجميع يركز على الحل الإنساني منذ اليوم الأول، وهذه ليست المشكلة الرئيسية". ولفت هادي الانتباه إلى أن السوريين يواجهون ظروفًا أكثر صعوبة، مشددًا على تفاقم المشكلات في مجالات مثل التعليم وحماية النساء والأطفال والاقتصاد والصحة. ورداً على الانتقادات بشأن تسييس المساعدات الإنسانية، أكد هادي على تعاملهم بحياد وعدم التمييز، مشيراً إلى أنه إذا لم يتم إيجاد حل سياسي، فإن المنطقة بأكملها ستكون غير مستقرة. أشار هادي إلى أن دعم السوريين أمر ضروري، معبراً عن قلقه بشأن مستقبلهم وأن هذه الظروف تشكل إنذاراً أحمراً، وبأن الانتظار من أجل الحل السياسي يفاقم المسألة. وأكد هادي على ضرورة حل مسألة المساعدات الإنسانية في سوريا، قائلاً: "كما رأينا في سوريا منذ وقت مبكر، إذا لم يتم سد فجوة المساعدات الإنسانية، فإن الآخرين سيملؤون هذه الفجوات بطريقة سلبية". وتابع: "كما رأينا هذا في أماكن كثيرة حول العالم، يمكن أن يؤثر هذا ليس فقط على البلد والمنطقة، بل على العالم بأسره".