عقدت محكمة الجنايات العليا في كلّس، الأربعاء 3 من كانون الثاني، الجلسة الأولى من محاكمة المتهمين في قضية مقتل الطفلة غنى مرجمك، تسعة أعوام، التي قتلت في نيسان 2023، وجرى تحديد الجلسة المقبلة بتاريخ 19 من كانون الثاني الحالي، لمتابعة مجريات القضية. حضر المحاكمة محامو جمعية “أطفال الأرض” التركية (Yeryüzü Çocukları Derneği)، ونقلوا تفاصيل الجلسة عبر حساب الجمعية في موقع “اكس”. نفى المتهمان (ه.ب) و (أ.أ) أقوالهما السابقة المقدمة للنيابة العامة أثناء التحقيق، وتورطهما بجريمة قتل الطفلة غنى مرجمك. أحد المتهمين المدعو (ه.ب) نفى جريمته والإفادة التي قدمها للنيابة العامة، وبسبب التناقض بين أقواله أمام النيابة العامة وأقواله أمام المحكمة، وجهت كل من هيئة المحكمة ومحامي عائلة الضحية أسئلة حول هذه التناقضات. أما المتهم (أ.أ) استمر في إنكار الجريمة المنسوبة إليه، على الرغم من الكشف عن وجود الحمض النووي الخاص به في منزل المتهم الآخر (ه.ب)، إذ أفاد أنه لم يذهب إلى منزله، وأنكر صحة أقواله السابقة التي أدلى بها خلال مرحلة التحقيق وبرفقة محامٍ.
وحضرت عائلة غنى مرجمك الجلسة الأولى من المحاكمة، وأدلى والدها ووالدتها بشهادتهما حول تفاصيل يوم الحادثة وبعدها، وأكدا استمرارهما بالشكوى المقدمة ضد المتهمين. وذكرت جمعية “أطفال الأرض”، أن أقوال المتهمين والشهود غير متطابقة، وأن دفاع المتهمين يهدف للتخلص من الجريمة. وبسبب قرار السرية في الملف، لم تدرج الأدلة التي قدمها مكتب المدعي العام خلال مرحلة التحقيق، والتي طالب محامو مقدم الدعوى بالاطلاع على تفاصيلها.
بعد انتهاء جلسة الاستماع الأولى، أدلى محامو جمعية “أطفال الأرض” ببيان صحفي أمام محكمة كلّس، باللغتين التركية والعربية. وجاء في البيان الذي قرأته محامية جمعية “أطفال الأرض” بتول زاغلي توبال، أن الجمعية تتوقع من جميع المواطنين تقديم الدعم، وطالبت “الزملاء المحاميين” بحضور جلسة الاستماع الثانية التي ستعقد في 19 من كانون الثاني المقبل. ومن جهتها، أفادت المحامية ألينا جولدن بوزكورت، أن جمعية “أطفال الأرض” ستواصل نضالها لحماية حقوق الطفل دون التمييز بين عرق أو جنس أو أصل.
أما عن تفاصيل الجريمة ، فقد غادرت الطفلة غنى مرجمك منزلها ، في 4 من نيسان الحالي، متوجهة إلى للمدرسة، ولم تعد بعد انتهاء الدوام المدرسي، لتقدم العائلة بلاغًا للشرطة للبحث والتحقيق في القضية. وعثرت الشرطة في ولاية كلٌس جنوبي تركيا، على الطفلة غنى مقتولة ومرمية ببئر ماء بعد يومين من البحث، وفقً لوكالة “الأناضول” التركية.
نقلت وكالة “الأناضول” حينها تفاصيل الجريمة، وقالت أن المشتبه به ربط فحمًا حجريًا حول عنق الضحية، ما أدي لغرقها في البئر الذي يبلغ عمقه 12 مترًا. بعد العثور على الطفلة غنى مقتولة، ألقت الشرطة التركية في المنطقة القبض على شخصين اشتبه بهما بالتورط في جريمة القتل، وذكرت صحيفة “جمهورييت” التركية أن إحداهما يقطن في الشارع القريب من منزل الطفلة ويدعى بـ(ه.ب) وكان قد حاول الهرب دون فائدة.