بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
شهدت اﻷيام القليلة الماضية حملة تحريض على أهالي الشمال السوري المحرر، وحراك أبناء جبل العرب في محافظة السويداء، على خلفية استهداف الكلية الحربية بحمص، من جهة مجهولة، يوم الـ 5 من تشرين اﻷول/أكتوبر الجاري، وسط مطالبات بسحق الشمال وتدميره عن بكرة أبيه.
تطوير خطاب التحريض
رغم أن خطاب التحريض والمطالبة بـ"سحق المدن والبلدات" فوق رؤوس "الأطفال والنساء والشيوخ" لغة قديمة، بدأت مع بدايات الحراك الثوري ضد نظام اﻷسد، إﻻ أنها اليوم وعلى خلفية انضمام أبناء السويداء وانتفاضتهم، أخذت منحىً آخر وبشكل ينم عن حقد أكبر، وتم توصيف حراكهم بالعمالة ﻹسرائيل، وكذلك دعشنة حراكهم.
عبارات نابية
استخدم مؤيدو النظام، ومن يصفهم النشطاء المعارضون بـ"شبيحة اﻷسد" كـ"ريبال الهادي" واللبناني "علي قبلان"، عباراتٍ نابية، بحق أهالي إدلب والمحرر في شمال سوريا، وكذلك أبناء جبل العرب "السويداء"، ووصفهم بألفاظ شنيعة دون ان يقوموا بشيء، معتبرين أن "طفل من يقطن إدلب إرهابي، كونه سيرتبى على الإرهاب"، وفق تعبيرهم.
سحق وبراميل
كما لم تخلو عبارات "شبيحة اﻷسد" من المطالبة باستخدام كل أصناف القوة والبراميل بحق المتظاهرين في السويداء، ونعتهم باﻹرهابيين، ومساواتهم بالدواعش، مع مطالباتٍ أيضا بسحق أهالي "إدلب" والمحرر شمال سوريا، والتحريض ضدهم.
تجييش ممنهج
ويعتقد مراقبون أن خطاب التجييش ممنهج وليس عفويا، بدلالة استخدام المطالب والعبارات ذاتها تقريبا، بحق أبناء السويداء والشمال السوري المحرر، ووصفهم بالجماعات "اﻹرهابية والتكفيرية"، حتى من خلال الكثير من الصفحات على وسائل التواصل التي تجيش بشكل مدروس.
شيطنة المعارضين
ويلفت نشطاء معارضون أن الخطاب التحريضي، الموتور، تمهيد لـ"شيطنة الحراك في السويداء" ضد نظام اﻷسد، ومعه أيضا شيطنة الشمال السوري المحرر، لتمرير وتبرير أي عمل عسكري أو مجزرة ترتكبها قوات النظام بحق الطرفين.
وجن جنون موالوطي النظام على خلفية عملية استهداف "الكلية الحربية في حمص"، رغم ان الاتهام توجه إلى إدلب فور وقوعه، دون تحقيق ودون توفر أدلة، ولم تتنباه أية جماعة معارضة، وقتل في التفجير ما يزيد عن 80 ضابط وصف ضابط ونساء واطفال.
وما زاد من وتيرة التجييش، هو حالة التعاطف بين الجنوب والشمال السوري، على خلفية التصعيد بحق المدنيين في إدلب، من طرف قوات النظام، خلال الأيام القليلة الماضية، وظهور اللافتات المؤيدة ﻹدلب في ساحات الكرامة بمحافظة السويداء.
للمزيد شاهد:
"إلى اهلنا في إدلب وحلب وحمص أنتم لديكم في السويداء بيوت".. رسائل تضامن قوية من السويداء إلى المحافظات التي نكل بها النظام
"سنحاكمكم"
الناشطة المعارضة، "ميسون بيرقدار"، ردت على ريبال الهادي وأمثاله، عبر تسجيل مصور على الـ"يويتوب" وقالت؛ "سنقوم برفع قضية دولية لتحريضك على أهلنا في الشمال". حيث لاقت مطالبتها تأييدا من طرف نشطاء معارضين.
يذكر أن حفل تخرّج في الكلية الحربية بحمص، التي تتبع لقوات النظام السوري، شهد استهدافا بالمتفجرات بتاريخ 5 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عقب انتهاء الحفل ومغادرة المسؤولين وكبار ضباط النظام، الذين كان من بينهم وزير الدفاع ومحافظ حمص.
وتشير حصيلة اﻷرقام التي قدمها افعلام الموالي، والصور المتداولة عبر مواقع التواصل اﻻجتماعي، أن عدد القتلى والجرحى كبير ويكاد يصل إلى تسعين قتيلا.