بلدي نيوز - (فراس عز الدين)
اعتبرت تقارير رسمية موالية، أن "التهريب" يعدّ ثاني العوامل التي أدّت إلى استنزاف الثروة الغنمية، وخاصة في المناطق الحدودية، ووفقا لمدير الإنتاج الحيواني التابع للنظام، في الحسكة؛ "تناقصت الأعداد إلى أقل من ١٧ مليون رأس، وفق إحصاءات مكتبية وتقارير منظمات دولية".
التهريب استنزفها
كشف رئيس اتحاد الفلاحين في الحسكة، التابع للنظام، عبد الحميد كركو، أن الأغنام تهرّب يوميا إلى دول الجوار، عن طريق شبكات وسماسرة والدفع بالدولار، وكشف أن التهريب هو من الأسباب التي أدت إلى تراجع الثروة الغنمية بشكل كبير، لتأتي الأسباب الثانية من غلاء الأعلاف، حيث وصل سعر طن الشعير إلى ثلاثة وحتى أربعة ملايين ليرة، وكذلك طن التبن ستة ملايين، إضافة لغلاء الأدوية البيطرية بسبب صعوبة إيصالها عن طريق وزارة الزراعة، الأمر الذي يجبر المربي على بيع جزء من قطيعه لتأمين مستلزمات تربية ما تبقى منه.
ندوات ومحاضرات!
اللافت أن الحلول المقترحة من طرف المعنيين لدى النظام، تمر عبر سلسلة من "الندوات والمحاضرات"، وبالتالي، وفقا لمراقبين فإن الثروة الحيوانية ستنزف أكثر ريثما تمر عبر "الروتين والبيروقراطية والمناقشات الطويلة".
وبحسب مدير مكتب الثروة الحيوانية، التابع للنظام، عماد عبد الرحيم، يتم العمل حاليا على إحداث صندوق التأمين على الماشية، وسيتم تفعيله قريبا على أرض الواقع، بدءا من الأبقار ومن ثم الأغنام، على أن يعوّض المربي عن كامل قيمة البقرة أو ما فقده من الأغنام شريطة إثبات ذلك، وهذا الموضوع يحتاج إلى سلسلة من الندوات والمحاضرات، لنشر الثقافة والتوعية بأهمية التأمين.
الإحصائيات مكتبية
كشف مدير الإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة، التابع للنظام، أسامة حمود، أن آخر إحصائية لوزارة الزراعة كانت في عام ٢٠١٠، وتاليا كل الإحصائيات التي تتم حاليا هي مكتبية، تعتمد على معدلات نمو قطعان الثروة الحيوانية سنويا، وبناء على الجولات الإحصائية لكل عام.
ووفق الإحصائيات الرسمية بلغت أعداد الأغنام أقل من ١٧ مليون رأس، والأبقار ٨٧٠ ألف رأس، بحسب تقرير لصحيفة "تشرين" الرسمية الموالية، نقلا عن المصدر السابق ذاته.
وزعم حمود أنه لا توجد نسب دقيقة لانخفاض الثروة الحيوانية، باستثناء بعض الدراسات التي أجريت بين عامي 2010 -2016 من بعض المنظمات الدولية العاملة في سوريا، والتي أشارت في بعضها إلى انخفاض أعداد هذه الثروة بين ٣٠ و٥٠ % حسب الأنواع الحيوانية.
بالمحصلة، يستمر نزيف الثروة الحيوانية في سوريا، وما تزال الحلول المقترحة مجرد دعوات لمؤتمراتٍ وندوات، في ظل غياب إحصائيات دقيقة ودراسات علمية واقعية، لضبط هذا الملف، من طرف حكومة النظام.