بلدي نيوز
نشر "فراس رفعت الأسد"، وهو ابن عم رأس النظام "بشار الأسد" منشورا مطولا على صفحته الشخصية في فيسبوك، علق خلاله على مسلسل "ابتسم أيها الجنرال" والذي يسلط الضوء بشكل غير مباشر على حكم "آل الأسد" واستيلائهم على السلطة.
وقال "فراس"، وهو معارض للنظام ويقيم في المنفى منذ عقود في منشوره، إن مسلسل "ابتسم أيها الجنرال" هو ليس مسلسلا حتى وإن جاء في ثلاثين حلقة، وهو ليس عملا دراميا حتى وإن جاء في إطار حكاية وسيناريو وحوار وممثلين ومخرجين، بل هو إنزال جوي قامت به مجموعة صغيرة من شجعان الدراما السورية خلف خطوط دفاع النظام، في داخل المنطقة المحرمة على صناعة الدراما السورية والتي أغلقت في وجهها قبل 60 عاما".
وأضاف، أن كل الدراما السورية وكل الأعمال السينمائية والمسرحية والكوميدية السورية، منذ 60 عاما وحتى اليوم، في كفة، و"ابتسم أيها الجنرال" في كفة أخرى، وهذا ليس انتقاصا من قيمة الفن السوري ولكنه اعتراف بالقيمة الفريدة التي اكتسبها هذا العمل لكونه الأول من نوعه في تاريخ الدراما العربية -وليس السورية فقط- حيث لم يسبق لعمل درامي عربي أن تناول قيادة عربية ما تزال في السلطة بهذا الوضوح وهذه الجرأة، ولا نتحدث هنا عن أية قيادة وحسب بل عن قيادة مرعبة و قادرة على ارتكاب أبشع ما يمكن أن يخطر على بال الإنسان من جرائم.
وأوضح، أن العمل هو صرخة تحد في وجه الاستبداد، ووقفة أبطال في وجه من غيب الحقائق، وزور التاريخ، ومنع الناس بالقمع والبطش والتهديد من أن يتكلموا ويقولوا ما يعرفون، وما يميز هذا العمل بالإضافة إلى كونه الأول من نوعه، أنه (قد) يكون أيضا الأخير من نوعه.
وأشار إلى أنه منذ 60 عاما والنظام يغلق الأبواب، ويصادر المنابر، ويسيطر على شركات الإنتاج ودور النشر ووسائل الإعلام، وكل ذلك حتى يحصر الإنتاج الثقافي والفكري في الاتجاه الذي يصب في مصلحته بعيدا عن مصلحة الشعب في معرفة تاريخه.
وقال فراس الأسد، إن "النظام لا يريد أن ينتج ولا يريد لأحد غيره أن ينتج، هو يريد فقط أن نبقى في الظلمة، أن لا نعرف، أن لا نفهم، أن لا نقارن، أن لا نحلل، أن لا نستنتج، يريدنا أن لا نفكر هو يريدنا أسرى، ويريد أن يبقينا كسوريين في زنزانة فكرية متعفنة كُتِبَ على جدرانها بخط لامع عريض، قائدنا إلى الأبد "حافظ الأسد" وتحت ذلك عامود من الأسماء".
وذكر أن المسلسل هو محاولة للهروب من تلك الزنزانة العفنة، قد يراها البعض محاولة ناجحة، وقد يراها البعض فاشلة، ولكنها تبقى محاولة شجاعة في الاتجاه الصحيح.
وحول شخصية الكاتب قال "فراس"، إنه في شهر آب من عام 2019، تواصل معه الكاتب "سامر رضوان". وأضاف "نحن أصدقاء على فيسبوك منذ سنوات، ليخبرني بأن حكايتي الشخصية، وما كتبته عن الخلاف بين حافظ ورفعت الأسد، قد حرض لديه الرغبة في ترجمة ذلك دراميا، وطلب مساعدتي في ذلك. اعتذرت منه بلطف شارحا له بعض الأسباب وليس كلها، وقد غمرني بلطفه حين تفهم أسبابي من دون أي انزعاج و بكل رحابة صدر، وبعد فترة قصيرة عاد وتواصل معي مجددا ملاطفا وممازحا في محاولة أخرى للحصول على مساهمتي في ذلك العمل الذي كان قد أنجز منه أربعة حلقات فقط، ولكني اعتذرت من جديد".
وأضاف فراس الأسد أنه "كان غارقا في الكثير من الهموم الشخصية والمعيشية عندما تواصل معه "رضوان" وقتها، وكان الهجوم العلني علي من آل الأسد على أشده، بكل ما يحمله ذلك من معان ودلالات على المستوى الأمني.
وأشار إلى أنه كان هناك سبب آخر لتردده في التجاوب مع الكاتب سامر رضوان، وقد أبلغه به في حينه، مضيفا أنه كان له رأي خاص في إنجاز مثل هذا العمل في ظل كل هذا الاحتقان والانقسام والتشظي الذي يعاني منه الشارع السوري.
وكان هاجم "دريد رفعت الأسد" وهو شقيق فراس، في منشورات عبر صفحته الشخصية بفيسبوك الممثل السوري المعارض مكسيم خليل، ومسلسل "ابتسم أيها الجنرال" الذي يؤدي بطولته "خليل"، فيما أثنى على مسلسل "الزند - ذئب العاصي"، الذي يقوم بتأدية دور البطولة فيه الممثل تيم حسن.
وكتب "الأسد" في منشور "الفرق بين مكسيم خليل وتيم حسن، مثل الفرق بين القرد وبسم الله"، وقال في منشور ثاني "طول عمره اسمه رمضان كريم بحياتو ما رح يصير رمضان مكسيم".
ولم يكتف بذلك بلا لاحق العمل في منشور ثالث بالقول "صرلنا 13 سنة عم نحضر مسلسل واحد عنوانه: انتصر أيها البشار".
ومسلسل "ابتسم أيها الجنرال" من بطولة مكسيم خليل، وعبد الحكيم قطيفان، وسوسن أرشيد، وعزة البحرة، ومرح جبر وغيرهم، وهو من تأليف سامر رضوان، وإنتاج شركة "ميتافورا" القطرية.
ورغم أن المسلسل لم يشير صراحة إلى أنه يتحدث عن النظام السوري، إلا أن السوريين ربطوا بين شخصيات المسلسل وأحداثه بالنظام السوري وعائلة الأسد.