رمضان يكشف عوز السوريين بعد الزلزال المدمر شمال غرب سوريا - It's Over 9000!

رمضان يكشف عوز السوريين بعد الزلزال المدمر شمال غرب سوريا


بلدي نيوز - إدلب (مصعب الأشقر)


يعود شهر رمضان على السوريين في موسم جديد تعاظمت فيه المعاناة بحلول كارثة، سبقت الشهر الكريم، وألقت بثقلها على السكان في شمال غرب البلاد، محدثة موجة نزوح جديدة تضاف لموجات سابقة، أدت إلى زيادة في نسب الفقر والحاجة والعجز، التي تحول دون تأمين متطلبات شهر رمضان، لشريحة كبيرة من السوريين.

وبهذا الصدد يقول فادي الشعار وهو من منطقة حارم بريف إدلب "كان لشهر رمضان طقوس خاصة، نعتاد على تجهيزها قبل 10 أيام من حلوله في منزلنا".

وأضاف في حديثه لبلدي نيوز "يعمل والدي على تجهيز زينة خاصة للشهر والبخور، وتأمين بعض الأطعمة بكميات كبيرة فرحين بقدوم شهر الصوم، الذي يجمعنا بأقاربي باستمرار طيلة أيام الصيام على مأدبة الإفطار، بيد أن هذا الحال انقلب بالكامل بعد وقوع كارثة زلزال شباط/ فبراير".

وتابع "لم يعد هناك منزل لنا، نجهز فيه مستلزمات الشهر الكريم، ولم تبق لدينا عائلة ننتظرها على الإفطار، توفى نتيجة الزلزال 3 أشقاء لي، و 7 من أقاربي، وانهار المنزل بالكامل، ليختفي تحت ركامه كل ممتلكاتنا وأموالنا وما نقوى به على الحياة".

وأردف "اليوم في مركز للإيواء لم نشعر إلا قبل ساعات قليلة، أن رمضان سيكون في اليوم التالي، ونحن عاجزون عن تأمين وشراء أبسط المستلزمات تغير الحال، من الإفطار في المنزل الواسع إلى الإفطار ضمن خيمة".

وتابع "لن تكون مأدبة الإفطار عامرة بالكثير من الأشخاص، وستقتصر على أبي وأمي أختي وأنا، بعد أن كانت تجمع 13 شخصا في كل عام، الزلزال جرف معه كل ما نملك، ولم يتبق لنا إلا لباسنا الذي كنا نرتديه في تلك الليلة".

لم تقتصر معاناة السوريين على المتضررين بالزلزال فحسب، بل سبقتهم فئة لطالما عاشت المآسي والعوز في خيام النزوح، وعلى مدى 11عاما، تقبع أم وليد المنحدرة من محافظة دير الزور في خيمتها، في مخيمات أطمة، وتعمل مع أبنائها بأعمال المياومة الزراعية، التي لا تجمع للعائلة ثمن الوجبة اليومية.

 تقول أم وليد "تمر علينا أسابيع بدون عمل أنا وأبنائي الثلاثة وخلال تلك الأيام، نقتصر في طعامنا على ما نجد وما تيسر من برغل أو فتوش، وما شابه من الأكلات التي لا تكلف كثيرا، وفي أيام العمل نحصل عن كل يوم من العمل على 90 ليرة تركية، وهي لا تكفي لتعبئة الغاز اللازم للطبخ في شهر رمضان".

 وأضافت لبلدي نيوز "منذ 4 سنوات والحالة نفسها، وأسعار السلع والغذاء في ارتفاع مستمر، ولا أعلم كيف أتدبر أموري في هذا الشهر، وأنا أرى الحسرة والتعب بعيون أبنائي .. رمضان في كل عام يأتي أثقل من العام الذي يسبقه، ولا نقوى فيه على شراء أدنى المتطلبات، كالسمنة التي وصل سعر الكيلو منها بـ دولارين، أي ما يعادل عمل 2 من عائلتي يوم كامل". 

وفي جولة لمراسل بلدي نيوز على أسواق مدينة إدلب، في اليوم الأول لشهر رمضان، رصد أسعار بعض الأطعمة التي ارتفعت فجأة، قبل حل،ول الشهر بـ 48ساعة، حيث وصل سعر كيلو لبن البقر إلى 13 ليرة تركية، ولبن الغنم 22ليرة تركية، أما صحن البيض 48ليرة وكيلو الفروج الحي 37ليرة، فيما وصل سعر كيلو لحم الخاروف إلى 180 ليرة، بالتوازي مع ارتفاع أسعار الخضار، حالها كحال باقي السلع اذ سجلت البندورة 14 ليرة للكيلو، وضمة البقدونس 2.5 ليرة، وكيلو البطاطا 6 ليرات.

ويأتي تدهور الواقع المعيشي للسوريين مع استمرار برنامج الأغذية العالمي WFP، بتخفيض قيمة السلة الغذائية المقدمة للنازحين للمرة السادسة منذ العام 2020، وبحسب منظمة منسقو استجابة سوريا، فإن برنامج الأغذية العالمي أعلن عن تخفيض قيمة السعرات الحرارية في السلة الغذائية إلى 991 سعرة، في بيان نشرته المنظمة في التاسع من شهر آذار/ مارس الجاري، وتؤكد المنظمة في البيان ذاته أن التخفيض الأخير من كمية السلة الغذائية، لا تتناسب مع تقييم الاحتياجات الإنسانية في المنطقة، وبالتالي وجود عشوائية في اختيار المواد المخفضة.

وذكر البيان أنه من المستغرب عملية التخفيض الحالية، في ظل ما تعانيه المنطقة من كارثة الزلزال الأخير، ويأتي القرار بعد شهر تقريباً من الزلزال، دون الأخذ بالاعتبار حاجة المدنيين الملحة لتأمين الغذاء، وخاصةً مع فقدان الآلاف من المدنيين لمصادر دخلهم.

مقالات ذات صلة

"الفتح المبين" تعلن عن جاهزيتها لأي تطورات شمال غرب سوريا

الدفاع المدني يدين التصعيد الأخير لروسيا والنظام

مواقع محلية تسلط الضوء على مشروع لتعليم الأطفال السوريين المتضررين من الزلزال اللغة العربية في شانلي أورفا

أوربا تمدد الإعفاءات الإنسانية من العقوبات المفروضة على نظام الأسد

ماذا قالت..بيان لمفوضية اللاجئين الأممية بشأن سوريا

طائرات روسية تغير على جسر الشغور ومدفعية النظام تقصف جنوب إدلب