بلدي نيوز – اللاذقية (هبة محمد)
مما لا شك فيه أن التحرك الروسي العميق في سورية وخاصة من جوانب القواعد العسكرية الروسية وأسراب الطائرات التي تنشر القتل والدمار في المناطق المحررة يجري بمباركة أمريكية، بعد أن جمعت سوريا مصالح الأمريكان بالروس سوية على حساب الدم السوري وثورته الشعبية، وفق ما تنشره وسائل إعلام غربية.
المجازر التي ترتكبها الطائرات الروسية في سوريا، واستخدام سياسة الأرض المحروقة، يراها العديد من المهتمين بالشأن السوري مجرد أذرع تمهد لما هو أخطر يتم العمل عليه تحضيراً لمشروع التقسيم مستقبلا، ومن أهم هذه الأهداف هي قاعدة حميميم العسكرية التي بدأت تتسع تدريجياً، كالكيان الموازي داخل الأراضي السورية سهل الأسد زرعه انتقاما لخروج السوريين عن سيطرته.
روسيا أعلنت أمس الجمعة، عزمها توسعة قاعدة حميميم العسكرية في اللاذقية بعد تصديق البرلمان الروسي على اتفاقية روسيةــأسدية، لنشر مجموعات إضافية من قواتها الجوية في سوريا، ملمحة إلى إمكانية نشر أسلحة نووية بشكل مؤقت، وكذلك نشر قوات فضائية روسية دائمة، فماذا يريد بوتين من الساحل السوري؟
العميد المنشق عن قوات النظام السوري "أبو محمد"، يقول لبلدي نيوز ''هناك ثلاثة أهداف بالغة الأهمية يجب التنبؤ لأهميتها والعمل على منع حدوثها في الساحل السوري، وأولها: "الأمريكان قاموا بتسليم الملف السوري للقوات الروسية بشكل شبه كامل بغية الحفاظ على العمق العلوي في سورية على العموم وفي الساحل على وجه الخصوص، وبالتالي فإن أي هزيمة ستلحقها كتائب الثوار بالأسد في دمشق أو حلب يعني أن الدويلة العلوية هي البديل المعدود له".
الهدف الثاني، بحسب العميد المنشق "توسعة قاعدة حميميم بهذا الصورة الكبيرة والمستعجلة لتشمل قوات روسية "برية–جوية–فضائية–نووية–مشاة –مدرعات وصواريخ" يعني أن النظام سيتقهقر خلال الفترات القادمة ولكن تحديد الوقت أمر صعب نسبياً، ولكن هذه مدلولات على إن النظام السوري قد أنهك فعلاً وسقوط قوامه في حلب أو دمشق لم يعد بعيداً".
أما الهدف الثالث، فرأى فيه الضابط المنشق "أن القاعدة العسكرية الروسية هدفها حماية الحدود مع إسرائيل وتشكيل خط دفاعي أول لها، وذلك تم بموافقة أمريكية وطلب إسرائيلي لبوتين، وحميميم تعني أن سورية المستقبلية ستكون دون منافذ بحرية، وإن معركة البحر والسيطرة على عمق الأسد سيحتاج لسنوات أطول من الحرب التي تجري في البر، وذلك بسبب الطبيعية الجغرافية الجبلية الصعبة".
وأردف العقيد المنشق "روسيا ومن خلفهم الأمريكان يسعون للحفاظ على الأسد ونظامه بدويلة صغيرة شبيهة بكردستان العراق منفذها إلى العالم هو البحر، ومنفذها إلى سورية ستكون مقتصرة على قاعدة حميميم، منوهاً إلى إن قاعدة حميميم ستمثل في المستقبل مع انهيار الأسد ونظامه وزارة دفاع له، وسيكون الأسد منتدب روسي في الساحل لا حاكم ولا رئيس.
وأشار العميد المنشق إلی أن السعي الروسي الأمريكي للحفاظ على الأسد هدفه إغراق المنطقة على العموم بحرب طائفية قوامها السُنة في سورية والعراق والند هو إيران والميليشيات العراقية الطائفية، وصولاً إلى نظام الأسد بصبغته العلوية، بحسب قوله.
