"المصالحات" في المنطقة الجنوبية.. واقع أم خيال إعلامي! - It's Over 9000!

"المصالحات" في المنطقة الجنوبية.. واقع أم خيال إعلامي!

 بلدي نيوز – درعا (حذيفة حلاوة)

أصدر مجلس محافظة درعا الحرة تعميما إلى كافة المجالس المحلية لمدن وبلدات محافظة درعا الحرة بخصوص المصالحات، بعد ورود أنباء عن قيام أعضاء من المجالس المحلية الفرعية في محافظة درعا بتوقيع مصالحات مع نظام الأسد.

 حيث أعلن البيان عن تقديم طلبات إلى المجالس الفرعية بتزويدهم بأسماء هؤلاء بكتاب رسمي من المجلس المحلي المعني بذلك، لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة على حد وصف البيان، دون تبيان ما هي الإجراءات الممكن القيام بها بحق من قام بتوقيع المصالحات في درعا .

 وفي السياق ذاته أصدر المجلس العسكري في مدينة طفس بيانا سبق بيان مجلس محافظة درعا بيومين في ذات الخصوص، أعلن فيه أنه بصدد منع كل شخص صالح النظام من حمل السلاح في المناطق المحررة، ويعطى مهلة حتى 15/8/2016 لتسليم سلاحه للمجلس العسكري على أن يدفع له تعويضاً مالياً بالإضافة إلى أنه سيحرم كل شخص ذهب للمصالحة من المساعدات التي توزع في المناطق المحررة، وأخيرا وحسب البيان فإنه يحرم على كل شخص يتقاضى راتباً من النظام من مزاولة أي عمل في الهيئات والمنظمات في المناطق المحررة .

 وقد تحدث قيادي في جيش المعتز بالله أحد فصائل المجلس العسكري الثوري في طفس لبلدي نيوز بخصوص البيان، قائلاً: "اللانظام بدأ عمله منذ اللحظات الأولى للرد على الحراك الثوري بالكذب، وأصحاب النفوس الضعيفة موجودون في أي زمان ومكان، وبالنسبة للأعداد لا تقارن مع من هم متمسكون بمبادئ الثورة المباركة، ونحن نتعامل مع هذه الفئة في المجتمع وخاصة في ظروفنا الحالية كفصيل عسكري ثوري يتطلب منا الوعي للواقع وعدم المجازفة بالحاضنة، فنحن نبتعد عن إظهار القوه والتلويح بها وعدم اللجوء لها، ونعمل على تعرية هؤلاء الأشخاص أمام مجتمع مؤمن بثورته".

وأضاف القيادي أنه من المحتمل جدا أن يكون هدوء الجبهات مع النظام وانشغال الثوار بمعارك "داعش" وخلاياها الأمنية سبباً رئيسياً ويجعل النظام مع أعوانه يجدون المساحة والظرف الملائم للترويج للإشاعات والأكاذيب على حد وصفه.

ويتابع "الحاضنة الشعبية تعود بعودة الانتصارات لحوران.. والفاسدون سوف تلفظهم ثورتنا بنتائجها على الأرض إن شاء الله".

إما بالنسبة للإجراءات المتبعة بخصوص من يصالح، قال القيادي بجيش المعتز بالله: "توحد الفصائل والأعمال القادمة ونشر الوعي الثوري والإيمان بها من خلال المنابر وفضح أصحاب النفوس الضعيفة وارتباطهم بمن سفك الدماء وقطع الأشلاء وهجر الملايين واعتقل النساء والأطفال، هو السبيل الوحيد لإعادة الأهالي إلى الحاضنة الشعبية، والبيان أهم النتائج لردة الفعل تجاه عمليات المصالحة مع النظام، فقد جاء بعد إجراء استفتاء عام، والمجلس خفف من جديته التي طالبه بها الناس بشكل عام، وخاصة أن عدداً كبيراً ممن توجه إلى المصالحة دفعته الحاجة وليس الارتباط بهذا النظام الفاسد".

المصالحة.. واقع أم خيالات إعلام النظام

تناقلت وسائل إعلام النظام خلال الأيام القليلة الماضية أخبار تفيد بقيام أعداد كبيرة من أهالي درعا بالقدوم إلى مناطق سيطرته في المحافظة والتوقيع على مصالحة معه، في ظل استغلال حالة الهدوء الكبير على الجبهات العسكرية بين النظام والثوار في المنطقة الجنوبية .

فلقد أفشلت قذائف مجهولة المصدر اجتماعاً كان من المزمع إقامته في منطقة "موثبين" بالقرب من مدينة الصنمين الواقعتين تحت سيطرة النظام بهدف توقيع المصالحة، حيث قام النظام بعد فض الاجتماع نتيجة القذائف التي سقطت عليهم والذي كان بحضور شخصيات سياسية وعسكرية وأمنية بارزة للنظام، بإرسال طيرانه الحربي ليرتكب مجزرة في مدينة جاسم والتي استبق مجلسها العسكري الاجتماع بإصدار بيان برفض المصالحات والتوعد بمعاقبة من يسعى أو يعمل عليها، فيما أصدرت دار العدل بيانا أكدت فيه رفضها لكل أشكال المصالحة مع النظام والتشديد على ملاحقة المسؤول عنها.

عبد الحكيم العيد رئيس المجلس العسكري في مدينة إنخل، أكد لبلدي نيوز زيف ادعاءات النظام وأضاف: "النظام كاذب أساسا ونحن نتعامل مع الأمر على أنه حيلة جديدة، فلا يوجد أي شيء مما تناقلته وسائل إعلام النظام على أرض الواقع، وإن وجدت فهي أعمال فردية لأشخاص لهم ارتباطات بالنظام سابقا، أعدادهم لا تكاد تذكر، أما بالنسبة لنا كفصيل عسكري ثوري مسؤول عن حماية المدنيين، فإننا نسعى لمحاسبة كل من يسعى لمساعدة النظام في الترويج للمصالحات الكاذبة أو التوقيع عليها، وبالطبع ستكون هذه المحاسبة عن طريق دار العدل، ولدينا حالات تم توقيفها، ونحن على يقين بأن الأمر ليس فقداناً للحاضنة الشعبية ولا حالات فساد لأفراد من الحاضنة الشعبية، وإنما هم بعض أهالي المعتقلين ضغط عليهم النظام بحجة إطلاق سراح أبنائهم، وبالتالي لا يوجد أي إجراءات للتعامل معهم، فلهم الحرية في اتباع الوسيلة لإخراج أبنائهم من السجون، فالكل يعلم بأن ما تشهده المنطقة الجنوبية من هدوء على جبهات النظام له آثار كارثية، وموجات الحرب الإعلامية التي ينفذها النظام عن المصالحات هي أولها، بل إن هذا الهدوء سيجر الكوارث للمنطقة إذا ما تم إنهاؤه والانتقال إلى حالة المواجهة مع النظام".

 وعن دور الإعلام الثوري في مواجهة ترويج النظام لهذه المصالحات، تحدث أبو فاروق القاشوش، وهو ناشط إعلامي من مدينة درعا، عن دور الإعلامي في مواجهة تلك الحملة، بالقول: "من المؤكد أن موضوع المصالحات ننظر له على أنه مسرحيات يقوم بها النظام، وهو عار عن الصحة، والنظام لا يوجد أي عرف أو أي شرع يجعلك تثق به، ونحن كمؤسسة إعلامية ثورية يترتب علينا مهمة توعية الناس بالمخاطر التي تنتج عن هكذا أعمال، وأيضا استنهاض الهمم بهدف عودة الصخب العسكري إلى ساحات القتال، لأنه لا حل مع هذا النظام إلا بالقوة، ونؤكد أن ادعاءات النظام عن أعداد المصالحين هي ادعاءات كاذبة، وخاصة عمن يقومون بتسليم سلاحهم، فالذين يظهرون على شاشات إعلامه هم نفسهم اللجان الشعبية من بعض مناطق درعا والذين يظهرهم باستمرار".

 ويضيف القاشوش: "أما عن موضوع إطلاق سراح المعتقلين، فهذه الأمور باتت من المنسيات بالنسبة لنا، فقد تعودنا على أساليب النظام منذ اليوم الأول للثورة وبالطبع لا يوجد أي شيء ممكن عمله ويساهم في إفشال مخططات النظام على كل الأصعدة بقدر ما نقوم بعمل توعوي ينبه الناس إلى خطر المصالحات بشكل عام، وهو أول ما يكون استهانة بأهداف الثورة وبيع لدماء الشهداء وتضحيات الجرحى الذين ضحوا في سبيل نصرة هذا الشعب، عداك عن العديد من المآسي والدمار الكبير الذي لحق ببيوت الناس وممتلكاتهم وتهجيرهم، فنحن نسعى عن طريق منابرنا إلى وضع المخططات والمشاريع للسعي لتوحيد الفصائل في المنطقة الجنوبية والسير معهم نحو معارك كبيرة بهدف التأثير المباشر على النظام وإضعافه والابتعاد عن الأهداف والمعارك الوهمية، وستكون هذه الأعمال بالطبع مسامير في تابوت المصالحات بالمنطقة الجنوبية".

أهداف إستراتيجية ووقائع

يعود تاريخ المصالحات في سوريا إلى أكثر من ثلاث سنوات، حيث كان يركز النظام عليها في المناطق التي كان يعتمد فيها سياسة الحصار قبل المضي في مشروع المصالحات، كحي القدم وببيلا ويلدا وغيرها بريف دمشق، التي تعرضت لحصار خانق  قبل توقيعها على تلك المصالحات، والتي ساهمت بشكل كبير في تحييد تلك المناطق عن ساحة الصراع المسلح وسمحت للنظام بسحب قواته باتجاه مناطق أهم بالنسبة له، مما يفتح مجالات أوسع لإعادة النظر في كيفية استفادة النظام من الأوضاع في المنطقة الجنوبية من ناحية سحب قواته باتجاه مناطق ساخنة أخرى كحلب وداريا، ومحاولة زرع الفتن بين مناطق الثورة السورية عموما بهدف إيجاد شرخ في تماسك الشعب السوري الثائر، فدرعا ليست الأولى بل هي النوعية في توقيتها المريب والغايات والأهداف التي تقف وراء تلك الإعلانات وخاصة بالنسبة للأعداد المزيفة التي يعلن عنها إعلام النظام بهدف الإيحاء بأن المنطقة الجنوبية أصبحت خارج نطاق الثورة السورية  أو أنها قد "عادت إلى حضن الوطن" على حد وصفه .

المحامي عبد المنعم الخليلي أحد الحقوقيين الموجودين في مناطق الثوار في مدينة درعا تحدث لبلدي نيوز عن سبب اختيار التوقيت ولماذا المنطقة الجنوبية تحديداً، فقال: "فكرة المصالحات هي فكرة متجددة من (أبطال النظام) كل فترة وأخرى يطل علينا بها النظام، وأبطالها هم أزلام النظام وشبيحته وأعضاء حزب البعث وكل مستفيد من هذا النظام البائس، فعملية المصالحات لا تقتصر على محافظة درعا، فهي تشمل جميع الأراضي السورية، وهي لعبة من النظام لإيصال صورة للداخل والخارج بأن الثورة في مراحلها الأخيرة، وها هم أبناء الوطن يعودون إلى حض الوطن، بغرض إيصال صورة مشوهة عن الواقع إلى المجتمع الدولي عموما".

ويوضح الخليلي بأن الأمر ليس بالخطير في حال العمل عليه، لأنه مجرد ادعاءات، أما تركه فسيكون له أثر كارثي، ويتابع: "يمكنننا إفشال مخططات النظام في هذه المسرحية الهزلية التي يسعى لترويجها عبر الداخل والخارج عن طريق إظهار حقيقة هذه المسرحيات للعالم أجمع سواء داخليا أو خارجيا، وأن أبطال عملية المصالحة هم أشخاص غير ثوريين ولا يمتون للثورة بصلة ولم يكونوا في يوم من الأيام مع الثورة، بل هم أزلام البعث وأزلام النظام وجنده".

مشيراً إلى أن أشخاصاً أقدموا على المصالحة كي يحافظوا على وظائفهم ورواتبهم ويتمكنوا من العبور على حواجز النظام.

مقالات ذات صلة

نظام الأسد يدين دعم الولايات المتحدة الأمريكية لأوكرانيا بالصواريخ البالستية

"المجلة" تنشر وثيقة أوربية لدعم التعافي المبكر في سوريا

صحيفة أمريكية توثق آلية تهريب نظام الأسد للممنوعات إلى الأردن

تقارير تكشف اعتقال نظام الأسد لـ9 من اللاجئين السوريين العائدين من لبنان

مجلس الأمن.. دعوة قطرية لدعم ملف المفقودين في سوريا

الولايات المتحدة ترفض إفلات نظام الأسد من المحاسبة على استخدام الأسلحة الكيماوية