بلدي نيوز
انسحبت قوات النظام من مناطق في الشمال السوري عقب بدء الثورة السورية، مما مهد الطريق أمام "الإدارة الذاتية" التي يقودها الأكراد للتحكم في مؤسساتها الخاصة، ومنها مدارس يتم فيها تعلم اللغة الكردية.
لكن الكثيرين -في ما يسمى بالإدارة الذاتية- يقولون إنهم قد يفقدون حقوقهم الجديدة إذا تصالح النظام السوري مع تركيا التي دعمت المعارضة في مواجهة بشار الأسد منذ عام 2011.
وتهاجم تركيا المناطق السورية التي تسيطر عليها قوات "قسد" التي يقودها الأكراد إذ ترى أن هذه القوات تشكل تهديدا لأمنها القومي وتعدها امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة منظمة إرهابية.
ووفق مصادر تحدثت لرويترز، فإن هذه المخاوف ناتجة عن تحسن واضح في العلاقات بين دمشق وأنقرة بمباركة موسكو.
ومن شأن أي تطبيع بين أنقرة والنظام أن يعيد تشكيل الحرب السورية المستمرة منذ عقد من الزمن.
وأجرى رئيس المخابرات التركية محادثات سرية في دمشق سبتمبر/أيلول الجاري. وشجع وزير الخارجية التركي أيضا المصالحة بين المسلحين المعارضين والحكومة.
وفي وقت سابق، قال الرئيس رجب طيب أردوغان إنه كان يود لقاء الأسد لو حضر الأخير قمة انعقدت الأسبوع الماضي في سمرقند.
ومن المرجح أن تدور أي مناقشات بين تركيا وسوريا حول 3.6 ملايين لاجئ سوري ما زالوا يقيمون في تركيا. ويرغب أردوغان في بداية عودتهم إلى بلادهم قبل الاستعداد لإعادة انتخابه العام المقبل.
ولكن المناقشات قد تتناول أيضا اتفاقيات حول الأمن والحكم في الشمال.
وبالنسبة للمعلمة دلال محمد (45 عاما)، فإن اللغة الكردية يمكن أن تتعرض للمحو، إذ تعارض كل من أنقرة والنظام تدريسها في المدارس.
وفي حين أن تركيا هي عدو معلن لـ "لإدارة الذاتية" فقد انخرط أكراد سوريا في حوار مشوب بالتوتر مع النظام، بينما حافظوا على علاقات جيدة مع موسكو والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الذي يقاتل الجهاديين في سوريا.
وقال صالح مسلم -أحد قادة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي- إن روسيا ربما انقلبت أيضا على الأكراد الآن. وأضاف أن "هذه الدعوة تأتي من روسيا، روسيا هي التي تريد التقريب".
المصدر : رويترز
