بلدي نيوز – حلب (حسام محمد)
تعتبر معركة حلب الحالية من أهم المعارك التي تخوضها كتائب الثوار منذ أشهر، فالمعركة اليوم ليست لفك الحصار عن مئات آلاف المدنيين فحسب، بل هي تعنون المرحلة القادمة للثورة السورية، بعد التحالف العلني بين الروس والأمريكان على وأدها بشتى السبل دون تردد.
المساعي الدولية وخاصة الحلف الروسي الأمريكي اصطدم على جبهات حلب بما لم يضعه في الحسبان وهو "الشعب السوري"، فدخل المعركة جواً لتغطية التقدم البري لقوات النظام والميليشيات الطائفية، معتقداً أن حصار حلب يعني وأد الثورة بكافة معالمها وإعادة تعويم الأسد مجدداً.
ولكن جواب السوريون لم يتأخر طويلاً بل أن وقعه صدم القوات الروسية قبل النظام السوري حتى، فالأمواج البشرية التي نذرت نفسها لفك حصار حلب قلبت الموازين، ومن يقاتل في حلب اليوم ليسوا أبناءها فحسب، بل يشاركهم المئات من غالبية المدن السورية الثائرة في وجه طغيان النظام السوري.
الناشط الميداني في وكالة "ثقة" العاملة بحلب "ماجد عبد النور" قال لـ "بلدي نيوز": "مع انطلاقة معركة فك الحصار عن حلب شاهدنا مجموعات قتالية كبيرة من غالبية المحافظات السورية توجهت للخطوط الأمامية لكسر الحصار، حتى أننا رأينا مقاتلين من الإخوة الأكراد يقاتلون أيضاً دفاعاً عن حلب".
واستطرد "عبد النور" متحدثاً: "أحد الإخوة الأكراد فجر عربته العسكرية بعناصر النظام السوري، مقدماً جسده لفك الحصار عن مئات الآلاف المحاصرين، كما شاهدنا يوم أمس مجموعات عسكرية من ثوار حمص وريفها، وكذلك مجموعات قتالية من محافظة إدلب، أما دير الزور فكان وجود ثوارهم كبيراً من خلال عدة مجموعات".
الناشط الميداني أردف بالقول: "أما أهلنا في حماة وريفها فقد كانوا حاضرين بكل قوة في المعركة، وكذلك مجموعات صغيرة من أبناء الريف الدمشقي، حتى إننا شاهدنا يوم أمس أحد أبناء مدينة داريا "عنصر منشق عن النظام" يقاتل في الصفوف الأمامية دفاعاً عن حلب ولفك حصارها".
وأضاف "عبد النور" لأول مرة عايشنا في حلب يوم أمس واليوم، قيام أعداد كبيرة من المدنيين رجالاً وشبان يحملون السلاح لأول مرة، ومنهم من توجه إلى التشكيلات لطلب السلاح والتوجه للمعركة ضد النظام الذي يحاصر المحافظة بتغطية من سلاح الجو الروسي، فيما عمل أطفال حلب ومدنيوها على إحراق كمّ كبير من الإطارات لتشويش الطائرات الروسية.
جيش الفتح بدوره أعلن عن قتل أكثر من 50 عنصراً لقوات النظام والميليشيات المساندة له، وأسر 12 آخرين، خلال المعركة التي أعلنها بعد ظهر أمس الأحد، في الجهة الجنوبية الغربية لمدينة حلب، وأفاد مرصد جيش الفتح أبوالحسن لبلدي نيوز "أن الثوار تمكنوا من قتل أكثر من 50 عنصراً لقوات الأسد والميليشيات الشيعية الموالية له خلال المعارك الدائرة في ريفي حلب الجنوبي والغربي".