بلدي نيوز – دمشق (حسام محمد)
إفشال الشعب التركي للمحاولة الانقلابية على الدولة التركية والحكومة المنتخبة، كان صفعة ثقيلة تجاوزت حدود الانقلابين والدول الراعية لهم، ليحرق الشعب التركي بوحدته أحقاد نظام الأسد وطهران، ورغبتهم في كسر تركيا، التي باتت تتربع على عرش الدول العظمى في الشرق الأوسط، والواقفة ضد الهيمنة الإيرانية على الدول العربية، وخاصة سورية.
علامات مميزة كثيرة أظهرها إفشال الشعب التركي للمحاولة الانقلابية، عكست مدى الوعي الذي وصل إليه الأتراك، في الحفاظ على دولتهم وحكومتهم المنتخبة، والرفض القطعي لعودة حكم العسكر، ومن أبرز هذه المعالم هي ظهور الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" عبر تطبيق "فيس تايم" المتوفر في هواتف "آي فون"، فثواني قليلة وكلمات أقل من الرئيس التركي، جعلت الشعب كالأمواج في الشوارع، يصدون الدبابات بأجسادهم، ويمنعون الانقلابين من اغتيال الشرعية في تركيا.
استخدام "أردوغان" للتطبيق والتحدث من خلاله دون أي حرج، أظهر اهتمامه حتى في التقنيات المتطورة، ومواكبته لبرامج التواصل الاجتماعي في عمومها.
فشل الانقلاب في تركيا أرهق الأسد كثيراً، وكلف جيش عشرات ألاف الرصاصات في ساعاته الأولى، وبعد فشل الانقلاب بدأ النظام السوري بأوامر واضحة من الأسد يعمل على تبيض صورة "بشار الأسد" أمام السوريين، ولكن لم يستخدم الأسد أي برامج تواصل اجتماعي لذلك، بل استبدل تطبيق "الفيس تايم" بـ "المنبر"، مستبدلاً المذيعة التي قابلت الرئيس التركي بعشرات المشايخ، الذين أفتوا سابقاً بتحليل قتل السوريين بالبراميل، ورغم كل هذه الدعاية التي بدأها الأسد لتلميع صورته، فلم يظهر ضمن أيً من المساجد، لا أماماً ولا مصلياً.
أردوغان سوريا!
عمل الأسد اليوم الجمعة، على جعل خطبة الجمعة تدور حول مناقب الأسد فقط، فقال وزير أوقافه في مسجد "خديجة": "لقد نادى سيادته فخفقت قلوب الملايين لبيك يا حبيب المواطنين، يامن زرعت الأمل في نفوس مواطنيك".
توقف هذه الكلمات كل سوري ليسأل نفسه، عن أي خفق قلوب يتحدث وزير أوقاف الأسد، قلوب السوريين التي نهشتها دباباته، أم خفق قلوب عشرات ألاف المعتقلين الذين يموتون ألف مرة في اليوم الواحد، داخل سجون من يتحدث عنه وزير أوقاف الأسد.
وأضاف "سيد الوطن يقول أن التسامح هو سيد الموقف .. هذا لا يكون إلا من قائد عظيم منتصر مؤمن بربه، متأسيا بنبيه حريصاً على شعبه ووطنه، وأن دعوة السيد الرئيس والمرسوم الرئاسي الكريم، هو من أعظم المكرمات التي يتحلى بها القائد المنتصر، بالعفو عند المقدرة والحرص على الوطن والمواطن متأسيا برسوله الكريم ".
الانقلابيون في سورية!
أما عن الانقلابين في سورية المتمثلين بنظام الأسد وقواته والمرتزقة الشيعة فقال مشايخ الأسد: أفراد جيشنا الباسل هم أبناؤكم وإخوانكم، فكونوا معهم وعوناً لهم لدحر الغرباء المتآمرين على سورية".
وهنا يتساءل السوري، هل فعلاً أفراد الجيش الباسل هم أبناء الشعب السوري!، كيف يكونون أبناء هذا الشعب وهم ذاتهم من قتل الأجنة في بطون الأمهات، قبل يأتوا لهذه الأرض!، كيف يكونون أبناء هذا الشعب والوطن، ولم يتركوا وسيلة قتل وإجرام إلا واستخدموها ضد الشعب السوري!.
شتان بين الجيش والنظام الانقلابيين، وبين الدولة والشرعية، يخجل المرء أن يقارن بين نظام الحكم في سورية وبين مثيله في تركيا، ففي سورية نظام طائفي يخدم الجميع ما عدا الشعب والدولة، أما في تركيا فإلقاء الأتراك أنفسهم أمام الدبابات للحفاظ على نظامهم وحده يكفي لتوضيح العلاقة بين الشعب والنظام.
الشعب السوري الثائر لنيل الحرية والكرامة، وبخاصة من لجأ إلى تركيا منهم وهم أكثر من 3 ملايين سوري، لا يرى الأسد قادراً أن يكون (أردوغان سورية) ولا حتى في الأحلام، بل الغالبية ترى أن المسافة بين الأسد وفرعون، أقرب بكثير من المسافة ا بين الأسد وأردوغان.