سوريا: القصة غير المرويّة عن وطني المُدَمَّر - It's Over 9000!

سوريا: القصة غير المرويّة عن وطني المُدَمَّر

Cambiarnews – (ترجمة بلدي نيوز)

يقولون بأن الوطن يوجد حيث يكون قلبك، ووطني هو سوريا، الوطن المُدمّر الآن، وطني هناك حيث يموت شعبي كل يوم.
في حين أن عملية القتل الوحشية للسوريين الأبرياء امتصت الحياة والروح من كل من شهدها، ما يؤلم أكثر من ذلك، إن كان ذلك ممكنا، هو أن العالم لا يزال يدور كما لو أنه لم يحدث أي شيء خاطئ، نحن نرسم صورة سعيدة، ابتسامة جصّية على وجوهنا، ونغمض أعيننا متسائلين، كيف للعالم أن يصبح قبيحاً إلى هذا الحدّ؟.
ليس سرّاً من أنّ الوضع في سوريا لا يطاق، ولكن دعونا نعود لبضع سنوات إلى الوراء، تحديداً إلى شهر آذار من عام 2011، حينما بدأت الثورة الشعبية في سوريا من قبل مجموعة من الفتيان الصغار في سن المراهقة والذين كتبوا على جدران مدرستهم، "إجاك الدور يا دكتور"
لوصف كل شيء بإيجاز، لقد بدأ التحرك باعتباره انتفاضة شعبية وثورة سلمية من أجل الديمقراطية، ونيل حرية التعبير والدعوة لحقوق الإنسان الأساسية، لقد كانت عائلة الأسد في حكمها الدكتاتوري تسيطر على البلاد لمدة 45 عاما، لقد استجابت الحكومة لتلك المطالب باستخدام قواتها المسلحة لقمع تلك التظاهرات بعدما انتشرت في جميع أنحاء البلاد، مطالبة بشكل سلمي بالديمقراطية، ومع ذلك ففي السنوات الخمس الماضية، واصل نظام الأسد قتل المدنيين السوريين الأبرياء، في سعيه للحفاظ على السلطة، في حين تفكّكت البلاد بسبب المجموعات المتنافسة للثوار، والقوى الدولية، وتنظيم "الدولة"، والصراعات الأخرى ما بين الفصائل الدينية.


لقد أصبحت الحرب في سوريا أسوأ أزمة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية، ب 470،000 حالة قتل، 1،500،000 من المدنيين الجرحى، و11،000،000 من النازحين.
إن حكومة الأسد، وبمساعدة من روسيا، قامت باستهداف وقصف معظم المستشفيات والمدارس والمخابز والمساجد والكنائس في البلاد، ومع ذلك فإنها تزعم بأنها تقوم باستهداف الإرهابيين، لم أكن أعلم بأن عليك أن تقتل المدنيين الأبرياء يومياً ولمدة 5 سنوات متتالية لدحر الإرهاب، هل تحاول إقناعي بأن روسيا، أحد أكثر الدول قوة ونفوذاً في العالم، لا تملك التكنولوجيا الكافية لإيجاد وتحديد أهدافها دون قتل الأبرياء في هذه العملية؟ أو أن الوقت قد حان للاعتراف بأن المدنيين الأبرياء هم هدفهم الأول والحقيقي؟


إن الوضع في سوريا ليس بحرب أهلية، بل هو إبادة جماعية بهجمات يومية تستهدف المدنيين العزّل، لقد أصبح العالم منشغلاً جداً بالقضايا السياسية في البلاد في حين نسي بأن هنالك أناس يعانون من عواقب تخاذلهم، ليس هنالك من سوري يحتاج للتعاطف، إن كل السوريين يحتاجون للتصرف الحقيقي، ذلك الشيء الذي فشلت كل القوانين الدولية برؤيته بوضوح، في الواقع فإن القانون الدولي لم يفشل في سوريا، بل إن العالم فشل في تطبيق القانون الدولي هناك، إن الغرض من الأمم المتحدة هو إنهاء ومنع نشوب الصراعات وإيجاد الحلول الدبلوماسية لها، ولكن المنظمة فشلت بالقيام بذلك في كل منطقة من هذا البلد الذي مزقته الحرب ودمّرته.
إن سوريا هي قصة أمة تجرّأت للسعي لنيل حريتها وكرامتها، في عالم لا يُثمّن الحرية والكرامة، لقد أظهر السوريون شجاعة منقطعة النظير، الشجاعة والوحدة في الأمل بنيل حقوقهم الأساسية في أحد الأيام.
إذا لم يتمّ القبض على مسؤولي نظام الأسد بكونهم المسؤولين عن 45 عاما من الديكتاتورية، لن يكون هنالك من عدالة حقيقية، إن لم يتمّ التحقيق في أساليب التعذيب الوحشية التي اتبعها نظامه، فلن يكون هنالك من عدالة، إن لم يفعل العالم أي شيء لإيقاف هذا النظام، سيستمر السوريون بالاستيقاظ صباحاً بفكرة واحدة تجول في فكرهم "من الممكن لقنبلة واحدة، أو رصاصة قناص ما، أن تنهي حياتي اليوم".

مقالات ذات صلة

"المجلة" تنشر وثيقة أوربية لدعم التعافي المبكر في سوريا

صحيفة أمريكية توثق آلية تهريب نظام الأسد للممنوعات إلى الأردن

رأس النظام يعين فيصل المقداد نائبا له

تقارير تكشف اعتقال نظام الأسد لـ9 من اللاجئين السوريين العائدين من لبنان

مجلس الأمن.. دعوة قطرية لدعم ملف المفقودين في سوريا

تركيا تنفي تحديد موعد ومكان لقاء أردوغان وبشار