بلدي نيوز - (مصعب الأشقر)
يستذكر السوريون، اليوم 3 أيار/مايو، ذكرى أحداث "مجزرة البيضا" بمحافظة طرطوس والتي أودت بحياة عشرات المدنيين.
ويعود تاريخ المجزرة إلى العام 2013 عندما شنت قوات النظام وميليشياته بقيادة المجرم "علي كيالي" أو "معراج اورال" على قرية البيضا بالقرب من مدينة بانياس وقتلت بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة 260 مدنيا، جلهم من الأطفال والنساء.
وبالتزامن مع اقتحام قرية البيضا توجهت الميليشيات التابعة للأسد لقرية رأس النبع القريبة ليتكرر ذات المشهد مخلفا مجزرة بشعة طالت الرجال والنساء.
وبحسب شهادات ناجين من المجزرة لجهات حقوقية أبرزها الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن عناصر من حزب الله اللبناني، وشبيحة من المناطق الساحلية "ذات الغالبية العلوية"، شاركوا قوات النظام في مجزرتهم.
كما تحدثت شهادات عن عمليات اغتصاب نفذتها الميليشيات الموالية طالت نساء في قرى البيضا ورأس النبع، إضافة لقتل عدد كبير من الأطفال وحرق جثثهم.
وتضيف الشهادات، أن مجموعة من الميليشيات المقتحمة عمدت إلى نحر نساء وأطفال بأسلحة بيضاء بدم بارد.
ويؤكد ناجون من المجزرة أن عملية اقتحام قرية البيضا كانت عند الساعة السابعة صباحا، حيث عملت الميليشيات المقتحمة على تجميع المئات من أبناء البلدة بالساحة لتبدأ عمليات القتل والذبح في حين تم حرق أشخاص وهم أحياء.
وبالتزامن مع ارتكاب المجزرة كانت مجموعات من الميليشيات الموالية تنفذ عمليات سرقة وحرنق لمنازل المدنيين والاعتداء على النساء والأطفال.
ويعد القيادي اليساري التركي "علي كيالي" أو "معراج أورال"، المسؤول الأول عن المجزرة، حيث يرأس ميليشيا "المقاومة الشعبية لتحرير لواء اسكندرون"، وكان يرأس بعض ميليشيات "الدفاع الوطني" التي وقف فيها خطيباً يوم قاد (مجزرة البيضا ورأس النبع) في بانياس أول أيار/ مايو عام 2013، قائلا "هدفنا هو تطويق بانياس والبدء بالتطهير"، كاشفا بذلك عن نوايا النظام بعملية تطهير طائفي ممنهج لمدينة بانياس.
وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المعنية بالدفاع عن حقوق الانسان اتهمت قوات النظام السوري وميليشياته بارتكاب مجزرة في منطقة بانياس راح ضحيتها عشرات المدنيين.
وقالت المنظمة في تقرير نشرته في أيلول 2013 إن "القوات النظامية السورية وقوات موالية له قامت بإعدام ما لا يقل عن 248 شخصا في بلدتي البيضا وبانياس يومي 2 و3 ايار/مايو، في واحدة من عمليات الإعدام الجماعي الميداني الأكثر دموية منذ بداية النزاع في سوريا.
ورجحت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، أن يكون عدد الوفيات الفعلي أعلى، وخاصة في بانياس، بالنظر إلى صعوبة الوصول إلى المنطقة لإحصاء الموتى.
وتأتي ذكرى مجزرة البيضا بعد أيام عدّة من نشر صحيفة الغارديان مشاهد لمذبحة في حي التضامن الدمشقي نفذها ضباط وعناصر من الفرع 227 أو ما يعرف بفرع المنطقة التابع للمخابرات العسكرية، والتي أودت بحياة 288 مدنيا في نيسان عام 2013.