بلدي نيوز - إدلب (محمد وليد جبس)
نظم عدد من النشطاء بالتعاون مع الكوادر الطبية اليوم السبت 15 من كانون الثاني/ يناير، وقفة احتجاجية في أحد مشافي مدينة كفرتخاريم شمال غرب إدلب لتسليط الضوء على كارثة إنسانية وشيكة قد تصيب أكثر من 4 مليون إنسان يعيشون في شمال غرب سوريا، وذلك بسبب إيقاف الدعم عن 18 منشأة طبية من بينها 3 مشافي في مدينة كفرتخاريم.
وفي الصدد، يقول الدكتور بشار كيال مدير مشفى النسائية والأطفال في مدينة كفرتخاريم، لبلدي نيوز: "نظمنا وقفة احتجاجية شارك فيها العشرات من العاملين في المجال الطبي اليوم، لإيصال رسالة إلى العالم بشكل والمنظمات والمؤسسات الإنسانية، أن هناك كارثة إنسانية يتعرض لها أكثر من 4 مليون إنسان في شمال غرب سوريا، بسبب توقف الدعم من قبل الجهات المانحة عن أكثر من 14 مشفى ومنشأة طبية".
وأضاف أن من بين هذه المشافي والمراكز الطبية التي توقف دعمها، مشفى النسائية والأطفال في مدينة كفرتخاريم، حيث توقف عنه الدعم منذ أكثر من أربعة أشهر، ولفت إلى أن الكادر يعمل بشكل تطوعي منذ تلك الفترة، علماً أن المشفى يقدم الخدمات الطبية لأكثر من 300 ألف نسمة في مدينتي "كفرتخاريم، وأرمناز" وريفهما والمخيمات.
ولفت إلى أن أكثر من 8 ألاف مراجع كان يقصد المشفى شهريا عندما كان يعمل بكامل طاقته، وانخفضت أعداد المراجعين إلى ما دون 40 بالمائة بعد توقف الدعم وبسبب عدم وجود كادر كافي ونفاد المستلزمات الطبية الاحتياطية، إضافة إلى نفاد مادة الديزل منذ أكثر من شهر وتوقف عمل مولدات الكهرباء.
وأوضح أن الأمر لم يعد يقتصر على قدرة عمل الكوادر الطبية التطوعي، إذ لم يعد هناك كلفة تشغيلية ولم يعد بإمكان الكادر العمل بدون معدات أو كهرباء ومستهلكات أساسية للعمل الطبي، وحذر من كارثة إنسانية في حال استمرار توقف الدعم في فصل الشتاء وذروة الامراض التنفسية.
وأشار إلى أن المنطقة تشهد ارتفاع الإصابة بالتهاب القصيبات الشعرية بين الأطفال والمشافي المدعومة والفعالة حاليا يزداد الضغط عليها بشكل كبير، وأشار إلى أن بعض المشافي يتم وضع أكثر من ثلاثة أطفال على سرير واحد لعدم توفر أماكن شاغرة.
وفي السياق، قالت "مرح" وهي موظفة في المشفى: "نعمل منذ أكثر أربعة أشهر بشكل تطوعي، ومستعدون للعمل لفترة تطوعية إضافية لكن متطلبات الحياة كثيرة ونحتاج للدعم لمتابعة عملنا الإنساني، وتقديم الخدمات الطبية اللازمة لجميع المراجعين"، وطالب الجهات المانحة أن تعيد الدعم للمشافي والمراكز الطبية التي انقطع عنها الدعم مؤخرا.
من جهته، قال "أبو أحمد" وهو مهجر من ريف حلب، إن انقطاع الدع عن المشافي والمراكز الطبية انعكس على المدنيين سلبا، خاصة المهجرين والعائلات الفقيرة، فقد حرموا من الخدمات الطبية المجانية ومن الصعب أن يتحملوا أعباء تكاليف العلاج في المشافي الخاصة في ظل أوضاعهم المعيشية الصعبة.
وأطلق نشطاء وعاملون في المجال الإنساني والطبي يوم الأربعاء الماضي 12 من كانون الثاني/ يناير، حملة مناصرة تحت وسم #ادعموا_مشافي_الشمال وذلك بعد قطع الدعم عن 18 مركزا طبيا ومشفى في شمال غرب سوريا من قبل المنظمات المانحة، بهدف تسليط الضوء على الواقع الطبي وعلى الكارثة الإنسانية التي ستحل بالمنطقة في حال استمر توقف الدعم.