بلدي نيوز – داريا (طارق الخوام)
شهدت مدينة داريا اليوم الثلاثاء اشتباكات بين الثوار وقوات النظام هي الأعنف منذ بداية الحملة العسكرية قبل شهرين ونصف, حيث حاولت قوات النظام التقدم من الجبهة الجنوبية الغربية للمدينة مدعومين بالدبابات وكاسحات الألغام .
وفي التفاصيل، شنت قوات النظام اليوم هجوما بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة على مشارف الأبنية السكنية في الجبهة الجنوبية الغربية من مدينة داريا, في حين تصدى الثوار لهذا الهجوم، وفي مقدمتهم لواء (شهداء الإسلام) و (الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام), وكبدوا قوات النظام خسائر في الأرواح والعتاد .
وفي الأثناء, جرح عدة مدنيين في المدينة جراء قصف الطيران المروحي مدينة داريا البراميل المتفجرة، بالتزامن مع قصف بصواريخ أرض أرض, كما تم استهداف المدينة بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة, ما أسفر عن دمار كبير في الأبنية السكنية والبنى التحتية .
وقال الناشط الإعلامي أيهم محمد لبلدي نيوز إن قوات النظام تمكنت من السيطرة على الأراضي من الجهة الغربية والجنوبية للمدينة, وبهذا تكون مدينة داريا قد فقدت المخزون الزراعي الوحيد المتبقي لها بعد 4 سنوات من الحصار, فيما أطلق ناشطون حملة إعلامية بعنوان "داريا عاصمة البراميل"، تضامنوا فيها مع المدينة المحاصرة، والتي تمطر سماؤها براميل متفجرة، حيث وثق ناشطون سقوط أكثر من 450 برميلاً متفجراً منذ بدء شهر رمضان المبارك.
تهديد بكارثة إنسانية
تعيش مدينة داريا أوضاعا إنسانية صعبة جدا في ظل حصار خانق, و فقدان للأراضي الزراعية التي كانت تعتبر المخزون الغذائي الوحيد في البلدة, كما شهدت حالة نزوح من المناطق التي تقدمت فيها قوات النظام، في الوقت الذي يعاني فيه المدنيون من انخفاض عدد الملاجئ والمناطق الآمنة.
ونوّه الناشط أيهم محمد في حديثه لبلدي نيوز إلى أن المدينة المحاصرة مسبقاً كان اعتمادها على الأراضي الزراعية من القسم الجنوبي والغربي بشكل أساسي، مشيراً إلى أن "عدد المدنيين القاطنين فيها حالياً يتراوح بين 7 و8 آلاف نسمة" .
و أضاف: "المساعدات الإنسانية التي أدخلتها الأمم المتحدة مرة واحدة إلى البلدة المحاصرة لم تكفِ إلا عدداً قليلاً جدا من المدنيين, ولو أدخلوا ألف شاحنة طحين لما عوضوا القمح الذي أحرقه النظام".
فيما لفت الناشط الإعلامي تمام أبو الخير إلى أن مدينة داريا تعيش أزمة سكن بالنسبة للنازحين بسبب تواجد المدنيين في مساحة ضيقة، ما يفرض صعوبات في إيجاد منزل للسكن, كما أن المدينة تعاني أزمة في توفير المواد الغذائية وتأمين مياه صالحة للشرب .
النداء الأخير
وكان ناشطون وشخصيات مدنية سورية قد طالبوا أمس الاثنين في بيان لهم، كافة الفصائل العسكرية باستهداف مواقع قوات النظام وتجاهل الهدن والاتفاقيات معه، لتخفيف ضغط قصفها وهجومها على بعض المناطق دون الأخرى.
ووجه البيان نداءً لفصائل الغوطتين الشرقية والغربية ومنطقة القلمون بريف دمشق، ومحافظة درعا، لفك الحصار عن مدينة داريا، "التي تتعرض لأقوى عدوان باتباع سياسة الأرض المحروقة".
الجدير بالذكر أن 20 % فقط من مدينة داريا بقي تحت سيطرة الثوار، فيما سيطرت قوات النظام على المساحة المتبقية.