ما رسالة الروس للأتراك في سرمدا؟ - It's Over 9000!

ما رسالة الروس للأتراك في سرمدا؟


بلدي نيوز - (فراس عزالدين)

مقدمة:

استهدفت قوات النظام، وروسيا المتمركزة في ريف حلب الغربي بقذائف المدفعية الليزرية "كراسنبول" روسية الصنع، الأحياء السكنية ومخفرا للشرطة، مدينة سرمدا المتاخمة للشريط الحدودي مع تركيا في ريف إدلب الشمالي، يوم أمس السبت 16 تشرين الأول/أكتوبر الجاري.

ويأتي هذا القصف بالتزامن مع ما يتم الترويج له إعلاميا عن عمل عسكري من طرف النظام، على ريف إدلب الجنوبي، وآخر ستقوم به تركيا ضد "وحدات حماية الشعب" التي تمثل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" في حال فشلت محادثات متعلقة بالأمر مع الولايات المتحدة وروسيا.

رسالة نارية عاجلة

يعتقد محللون أن ثمة رسالة روسية صارمة وجهتها بالمدفعية، حيث أنّ موسكو تريد ضبط اﻹيقاع العسكري، وفرض شروطها على أنقرة، ويقول في هذا الصدد، أحد قيادات هيئة تحرير الشام، المنشق عنها، عبر حساب معروف باسم (أس الصراع)، "إن الرسالة الروسية واضحة لتركيا".

وأضاف أن "أي عمل أحادي ضد (قسد) سيكون الرد على الشريط الحدودي مع تركيا".

لا حرب وﻻ هدوء

الراجح وفق المعطيات الحالية، أن الخلاف بين موسكو وأنقرة كبير، ورغم احتمال شن هجوم عسكري من طرف النظام، على الشمال المحرر، إﻻ أن ثمة من يستبعده، وطرف ثالث يتوقع محدوديته على "جبل الزاوية".

وعلى مبدأ "ﻻ غالب وﻻ مغلوب"، يبدو أن إدلب حتى أجل غير محدد، تعيش على فرضية "ﻻ حرب وﻻ هدوء"، وبلغة أخرى على صفيح ساخن، والباب مفتوح على كل اﻻحتماﻻت في حال تعارضت مصالح "اللاعبين الكبار".

وكانت نفت مصادر عسكرية لبلدي نيوز الأنباء المتداولة عن وصول تعزيزات عسكرية لقوات النظام إلى جبهات ريف إدلب الجنوبي.

وأكد المصدر العسكري على وجود قوة نارية لا يستهان بها في المنطقة بإمكانها شن هجوم عسكري على نطاق ضيق بأي لحظة في إشارة إلى قوات النظام.

وفي السياق؛ قال الكاتب الصحفي، فراس علاوي، لبلدي نيوز، إن التصريحات التركية التصعيدية ضد "قسد" هي إحدى نتائج اللقاء الأخير بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، حيث لم تصل القمة إلى نتائج واضحة، ولجأ الطرفان إلى التصعيد، وقامت روسيا بقصف بعض مواقع الفصائل المقربة من أنقرة. 

ومن ناحية ثانية يحاول الأتراك استغلال القلق في السياسة الأميركية، وتخوف "قسد" من الانسحاب الأميركي من أجل تطبيق الاستراتيجية التركية والتي تتركز على إبعاد الأكراد عن الحدود، عن الحدود مع سوريا على عرض 30 كم، وهذه حدود التدخل التركي، وفقا لحديث "علاوي".

وأضاف، أن تركيا رغم ذلك ليست بصدد تنفيذ عملية شاملة ضد "قسد" بسبب المشاكل الاقتصادية، وقرب الانتخابات الرئاسية، وكذلك هم بحاجة إلى توافقات مع الروس والأميركيين والإيرانيين، وحاليا علاقتهم متوترة مع الجميع، ولذلك إذا حدث تدخل سيكون بسيط في محيط منبج وعين عيسى، وهو عبارة عن عملية إبعاد جديدة. 

وأعرب عن اعتقاده أن العملية ستكون سريعة وأقصر من عملية "نبع السلام" شرق الفرات وبضربات مركزة يشارك فيها الطيران. 

وبناء على تلك التحليلات وغيرها، يبدو أن ﻻ حرب ﻻ سلام، على اﻷقل في المدى المنظور، للساحة في إدلب، هي الرسالة اﻷبرز في هذه المرحلة.


مقالات ذات صلة

لافروف"اختلاف المواقف بين دمشق وأنقرة أدى إلى توقف عملية التفاوض"

قائد "قسد": الهجمات التركية تجاوزت حدود الرد وأضرت بالاقتصاد المحلي

تقرير يوثق مقتل 27 شخصا خلال تشرين الأول الماضي في درعا

الدفاع التركية تؤكد انها ترد على استهداف نقاطها شمالي سوريا بحزم

حصيلة للدفاع المدني بعدد القتلى المدنيين بهجمات النظام وروسيا خلال 2024

سكرتير مجلس الأمن الروسي" ندعو إلى تعزيز عمليات التطبيع مع نظام الأسد على المستويين العربي والإقليمي"