بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
مقدمة
تبيّن التقارير اﻹعلامية الرسمية الموالية، أن وتيرة الغلاء ارتفعت بشكل مضطرد في اﻵونة اﻷخيرة، بالتزامن مع اﻻنهيار الحاد لليرة السورية، والقرارات الصادرة عن حكومة اﻷسد، التي بات توصف بأنها "ارتجالية" وفي أحسن الحاﻻت "إسعافية".
إﻻ أنّ الملفت مؤخرا، بدأت الليرة السورية تأخذ طابعا جديدا، يلاحظه المتابع اليومي، أنها تتقلب ببطءٍ شديد، ارتفاعا وهبوطا، وتسجل أرقاما قياسية، إﻻ أنها "لم تعد تشهد تدهورات حادة ومفاجئة"، على عكس السنوات الماضية، وبالمقابل؛ ارتفعت أسعار السلع الغذائية بشكلٍ شبه يومي، وبنحو الضعف مقارنة باليوم السابق.
بورصة سعرية مضطربة
ويؤكد عدد من الباعة الذين استطلعنا رأيهم؛ أنّ مجارة الوضع لم تعد ممكنة، وحتى يتلافى الباعة -تجار المفرق أو الجملة- الخسائر، مضطرين حسب تعبيرهم إلى تبديل اﻷسعار ورفعها غالبا مرتين يوميا اعتمادا على نشرة الموزعين.
ويرى محللون أنّ اﻻقتصاد السوري، لم يعد خاضعا للنظريات اﻻقتصادية المعروفة، وﻻ يمكن وصف الحال بأنها ناتجة عن عملية العرض والطلب، وإنما يمكن استخدام عبارات يتداولها عوام الناس تؤكد أن "بورصة اﻷسعار مضطربة"، ويبرر البعض بأن ما يجري يمكن تسميته بـ"اقتصاديات الحرب" التي تخرج عن القوانين المالوفة.
ويروي بعض أصحاب المحال التجارية، لمراسلنا أنّ السعر يتقلب في بعض اﻷحيان خلال دقائق
خروج المستهلك من السوق:
ويعتقد المحلل اﻻقتصادي معاذ بازرياشي، في حديثه لبلدي نيوز "أن عددا كبيرا من المستهلكين -من ذوي الدخل المحدود- خروجوا من قائمة المستهلك المحتمل"، ويربط بازرباشي هذا الواقع مع ما يسميه "تراجع نسبة المبيعات لسلة كبيرة من السلع الاستهلاكية". وأضاف؛ "اﻷسرة السورية اليوم في مناطق سيطرة النظام اكتفت بالحدود الدنيا، من الحاجيات بما فيها اﻷساسية".
إلى أين تتجه اﻷسهم؟
وبالمجمل؛ تتجه أسهم بورصة اﻷسعار إلى مزيد من اﻻرتفاع، فالنظام، على اﻷقل خلال اليومين الماضيين، يقرع "طبول الحرب" ويمهّد لعمل عسكري على "إدلب" شمال سوريا، ما يعني أنّ ضوءا أخضر رسميا أعطي للتجار لاحتكار ونهب المواد وتخزينها بحجة "الحرب المتوقعة" حسب مراقيبن.