بلدي نيوز
اعتبر النظام السوري أن افتتاح "الإدارة الذاتية" ممثلية لها لدى الاتحاد السويسري يعد تصرفاً يخالف التزامات الاتحاد بموجب القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ولا سيما مبادئ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، واحترام سيادتها واستقلالها.
وكثفت "الإدارة الذاتية" من نشاطها لنيل الاعتراف بها، وطالب عدد كبير من مسؤوليها بذلك، كما نظمت حملات لمناصرة مطالبها، وكشفت مؤخرا "الرئيسة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية" المعروف باسم "مسد" إلهام أحمد، عن استمرار تحركاتهم في التواصل مع القوى الدولية لنيل اعتراف دولي بـ"الإدارة الذاتية".
وإزاء هذا التحرك الكردي الذي أثار حفيظة النظام، وجهت "وزارة الخارجية" في حومته مذكرة رسمية إلى وزارة الشؤون الخارجية الاتحادية في الاتحاد السويسري، تقول فيها إن "ما يسمى الإدارة الذاتية التي أعلنت عن افتتاح مكتب لها في جنيف مؤخراً، هي كيان غير شرعي ويحمل السلاح غير الشرعي ضد الدولة السورية والمدنيين في المناطق التي يسيطر عليها، ولا يملك أي شخصية اعتبارية أو صفة قانونية ويتبنى نزعات انفصالية وينشط ضد القوانين السورية الوطنية وضد إرادة شعبها وحكومتها".
وأكدت "الوزارة" أن افتتاح ما يسمى "ممثلية الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" لدى الاتحاد السويسري، هو تصرف "يخالف التزاماته بموجب القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، فيما يخص مبادئ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، واحترام سيادتها واستقلالها إلى جانب ما نصت عليه قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن بخصوص الوضع في سورية من وجوب احترام سيادة واستقلال وسلامة سوريا".
وطالبت "الوزارة" السلطات السويسرية المختصة بإعادة "النظر بقرار السماح بافتتاح مثل هذه المكاتب غير الشرعية خاصة أن القائمين على هذا المكتب اعتبروا أن افتتاحه يعتبر بمثابة اعتراف بما يسمى الإدارة الذاتية، من قبل الدول المضيفة".
وكانت نفت وزارة الخارجية السويسرية قبل نحو أسبوعين، افتتاح ممثلية "للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" في جنيف، على عكس ما أعلنت "الإدارة" في التاسع من شهر آب الجاري.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية السويسرية، إن المكتب "لا يُعدّ تمثيلاً رسمياً، ولكنه جمعية بالمعنى المنصوص عليه في القانون المدني السويسري".
وكانت ممثلية "الإدارة الذاتية" لشمال وشرق سوريا في أوروبا، أعلنت عن افتتاح ممثلية لها في مدينة جنيف بجمهورية الاتحاد السويسري بشكل رسمي، مشيرة إلى أن الهدف منها بناء جسر من العلاقات بين مكونات شمال سوريا وسويسرا.
وقالت الممثلية في بيان، إن "الهدف من افتتاح الممثليات هو تطوير العلاقات مع باقي الدول الأوروبية، معتبرا أن افتتاح الممثلية "في سويسرا لما لها من أهمية بالغة وحضور أساسي في الملف السوري، حيث احتضنت العديد من المؤتمرات المفصلية لوضع خارطة طريق لحلّ الأزمة السورية، ولهذه الغاية شرعنا اليوم بافتتاح ممثلية لنا في مدينة جنـيف بجمهورية الاتحاد السويسري".
وأثار الإعلان غضب أنقرة، واستدعت الخارجية التركية القائم بالأعمال السويسري، ردا على افتتاح "ممثلية" تابعة لـ "الإدارة الذاتية" عقب الإعلان.