تعرّف على القنابل التي تلقيها الطائرات الروسية في حلب - It's Over 9000!

تعرّف على القنابل التي تلقيها الطائرات الروسية في حلب

بلدي نيوز – (خاص)
استخدم الروس خلال الشهر الماضي القنابل العنقودية الحارقة بشكل واسع في حملتهم المستمرة على ريف حلب، حيث تظهر المئات من التسجيلات والصور التساقط المميز للذخائر الفرعية الحارقة ZAB2.5، والتي تشبه الشهب التي تتساقط ببطء.
يتميز الاستخدام الروسي لهذه القنابل بأنه يحدث من ارتفاعات عالية، ما يتسبب بانفتاح الحواضن مبكراً، ونشرها الذخائر الثانوية الحارقة على مساحة واسعة، تصل في بعض الأحيان إلى دائرة قطرها قد يصل إلى 100 متر.
على عكس القنابل العنقودية المضادة للأفراد، يمكن ملاحظة هبوط هذه الذخائر العنقودية الحارقة والاحتماء منها, وخاصة ليلاً، ما قد يبرر قلة عدد الإصابات الناتجة عنها مقارنة بالذخائر العنقودية المضادة للأفراد، حيث سجل العديد من الناشطين سقوط هذه القنابل حولهم أو بالقرب منهم، ووثقوا آثارها الكبيرة على المناطق التي تصيبها، لدرجة ظهور ثقوب في الإسفلت نتيجة الحرارة العالية التي تولدها هذه القنابل، والتي تسببت بالمئات من الحرائق في مناطق التي قصفت بها.
من أهم الملاحظات حول هذه القنابل هو حالة الذعر التي تسببت بها عند بداية استخدامها، والتي انتشرت مع الأخبار التي تتحدث عن أنها قنابل فوسفورية، أو قنابل (فوسفور أبيض).
حيث يرتبط الفوسفور في الموروث الفكري بمعركة الفلوجة، والمئات من القتلى الذين قضوا عندما استخدمته أمريكا ضد العراقيين في المدينة.
وتقفز إلى الذاكرة مناظر جثث المدنيين المحترقة بشكل مرعب، بينما ما تزال ثيابهم سليمة كدليل على استخدام سلاح كيماوي من نوع ما، تلك المشاهد التي ظهرت في فلم وثائقي عن "الفوسفور الأبيض"، واستخدامه في الفلوجة 2004.
فوسفور
القنابل التي تستخدم بكثافة مؤخراً هي قنابل عنقودية حارقة، يعود معظمها للحقبة السوفيتية تصميماً وربما صناعة، حيث استخدم نموذجان للحواضن الناشرة للقنابل العنقودية في سوريا بشكل أساسي، هما RPK250 و RPK500، والتي يحتوي كلاً منهما على ذخائر ثانوية متنوعة، من بينها ذخائر ZAB2.5 الحارقة، لا يعرف تماماً من أين جاءت فكرة تسمية هذه القنابل بالقنابل الفوسفورية، ربما بسبب تشابه مشهد سقوطها مع المشاهد من الفلوجة وغزة، والتي ترسخت في العقل بأنها قنابل فوسفورية ذات تأثير "مرعب".
فالفيلم الوثائقي الذي صور في الفلوجة والذي يمكن اعتباره دعاية للقوة الأمريكية وعن قدرتها العسكرية قبل كل شيء، استخدم في تلك المرحلة كجزء من الحرب النفسية المنظمة التي تمارسها أمريكا ضد الشعوب التي تخشى منها.
في حقيقة الأمر لا تحتوي هذه القنابل على الفوسفور بشكل يجعلها قنابل فوسفورية أو "إشعاعية"، بل هي عبارة عن قنابل حارقة، تعتمد في تأثيرها على وسائط تولد حرارة عالية جداً، ولها عدة تصميمات، تختلف عن قنابل الفوسفور الأبيض التي تستخدم لأهداف أخرى، أولها التأثير على الوسائط الحية للعدو، بدنيا ونفسياً، وتشكيل ستارات دخانية لحجب العدو.
ZAB2.5
كما يوحي الرقم 2.5 بجانب الاسم، فوزن هذه القنبلة هو كيلوغرامان ونصف، ولها ثلاثة أنواع استخدمت في سوريا بشكل كثيف، استخدمت هذه القنابل بداية من النظام بشكل محدود، ثم روسيا التي جعلت منها سلاح المرحلة الحالية من المعارك.
تتكون المادة الفعالة لهذه القنابل من الترميت، أو الترميت وخليط الوقود، ولا تحتوي أي من مركبات الفوسفور.
الترميت
يتكون من خليط من أوكسيد الحديد والألمنيوم، والذي يولد درجة حرارة كافية لصهر المعادن المختلفة، وأوضح استخداماته هي صهر الفولاذ عند صيانة سكك القطارات بهدف إذابته ميدانياً، لتشكيل وصلات السكك الحديدية، حيث يولد الترميت حرارة عالية تتجاوز 1000 درجة، ويستمر اشتعال هذه القنابل بين دقيقتين إلى عشر دقائق حسب النوع.
كما أن الجيلين الثاني والثالث منها يحتويان على شحنة متفجرة صغيرة، الهدف الأساسي منها منع معالجة القنابل وإطفائها.
يلاحظ في الكثير من المواضع أن الناشطين والمدنيين يصورون هذه القنابل عن قرب شديد، ويبقون في مناطق تحتوي العديد من هذه القنابل، ما يشير إلى أنها ليست فعلاً قنابل فوسفور أبيض، لأن قنابل الفوسفور الأبيض تتسبب بتخريش شديد للأجهزة التنفسية، وحروق عند ملامسته للجلد، لكن لم توثق هذه الحالات في سوريا خلال الحملة الروسية الأخيرة لحد اللحظة.

مقالات ذات صلة

تصريح تركي بشأن عملية "ردع العدوان"

قتلى مدنيين بقصف النظام على إدلب

زاخاروفا"موسكو تدعم سوريا وشعبها والحفاظ على استقلالها وسيادتها"

آخر تحديث.. "ردع العدوان" على بوابة حلب أهم المواقع التي سيطرت عليها

استهداف موقع لقوات النظام داخل مدينة حلب ومقتل ضابط برتبة عميد

آخر التطورات.. المناطق التي سيطرت "ردع العدوان" في يومها الثالث