بلدي نيوز
يحاكم القضاء الهولندي، لاجئا سوريا للاشتباه في ارتكابه جريمة بقتله لضابط من قوات النظام، وهذا المحاكمة الأولى في هولندا للاجئ سوري بتهمة "جريمة حرب"، حيث وصل "أحمد أل كي" الملقب بـ"أبو خضير" مع عائلته إلى هولندا عام ٢٠١٤ واعتقل عام ٢٠١٩ بعدما تم التعرف عليه في مقطع فيديو يظهر فيه قتله للضابط.
القصة
ظهر الشريط الذي يعود لعام ٢٠١٢ ضابطا أسيرا برتبة مقدم في سلاح قوات النظام يتم اقتياده إلى ضفة نهر الفرات قبل قتله بالرصاص، وفي الفيديو لا يظهر سوى الضحية، ولكن يظهر مقطع فيديو آخر قدمه محققون ألمان يقولون فيه أن المدعى عليه يظهر بشكل واضح، واعترف المشتبه به بأنه كان موجودا فقط، ولكن لم يقم بعملية القتل، ويمكن سماع صوته في فيديو الإعدام.
وقال محامي المشتبه به، إن موكله كان يريد فقط استبدال الأسير بإخوته المحتجزين في سجون النظام، ونفى مشاركته بعملية القتل تحت اسم "أبو خضير"، الذي يُزعم أنه زعيم محلي لجبهة النصرة.
وقال المتهم للمحكمة، أمس الثلاثاء، إنه فرّ إلى تركيا في عام 2013، ووصل إلى هولندا عبر اليونان في أبريل/ نيسان من العام التالي.
وذكرت تقارير هولندية، إن زوجته وأطفاله السبعة انضموا إليه لاحقا، بل وتطوع في ناد محلي لكرة القدم في بلدة كابيل الجنوبية الغربية حتى اعتقاله في عام 2019، وتم منحه حق اللجوء المؤقت.
وبدأ التحقيق بعد أن شاركت الشرطة الألمانية معلومات مع الشرطة الهولندية من إفادات شهود تتحدث عن ارتباطه بجبهة النصرة، التي كانت تابعة لتنظيم القاعدة في سوريا حتى عام 2016.
وذكر "أبو خضير" للمحكمة أنه كان يعيش في بلدة "موحسن" في محافظة دير الزور شرقي سوريا، عندما هاجمتها قوات النظام، فاضطر إلى هجرها بعد فترة وجيزة.
ويقول محققون هولنديون، إنه شكل بعد ذلك واحدة من أولى الكتائب في الجيش السوري الحر، لكنه أصيب بخيبة أمل من الجيش السوري الحر وانضم إلى جبهة النصرة.
وفي مقابلة عام 2012، تحدث رجل يُعرف باسم أبو خضير لصحيفة الغارديان في بلدة "موحسن"، موضحا انتماءه إلى القاعدة، وأوضح كيف تخلى عن قوات النظام للانضمام إلى الجيش السوري الحر، لكنه تعهد لاحقا بالولاء لجبهة النظرة، لأنه شعر أن الثوار لم يفعلوا الكثير ضد نظام "الأسد"، لهذا تحول إلى "جبهة النصرة"، حيث وجد الهيكل والانضباط الذي كان ينقصه الجيش السوري الحر بين المقاتلين المتدينين، وباسم (أبو خضير) أصبح قائدا لإحدى الكتائب في "جبهة النصرة" عمل بخبرتهم في إعداد متفجرات محلية الصنع وسيارات مفخخة.
تعقبت الشرطة الهولندية "أبو خضير" بعد تلقيها معلومات من ألمانيا، حيث كانت تحقق مع نفس أعضاء كتيبة أبو خضر وتم ذكر اسمه ومعلومات عن تواجده في هولندا.
وقالت إذاعة هولندية إن من أهم السمات الخاصة لهذا التحقيق هي قيام عميل سري بنشر اعترافات "أبو خضير" يقر فيها للعميل أن الصوت الظاهر في الفيديو يعود له، وتحققت المحكمة من أن الصوت فعلا يعود لأبو خضير من خلال تحليل الصوت.
كما أصبح لدى النيابة العامة الآن شريط فيديو آخر يظهر فيه المتهم بنفسه، سيتم عرض مقاطع الفيديو في المحكمة في وقت لاحق من المحاكمة.
وأجرى فريق الجرائم الدولية تحقيقا موسعا جمعوا قدر كبير من الأدلة ضد اللاجئ، وعرضت النيابة العامة شريط يبين محاولة الضابط للتفاوض مع أبو خضير ودفعه فدية له ١٥ مليون ليرة سورية في ذلك الوقت وتعادل الأن ١٠٠٠٠ يورو مقابل إطلاق سراحه، ولكن أبو خضير رد عليه بأن هذه لا تساوي قطرة دم من الأطفال الذين قتلوا في دير الزور أو حمص أو الحولة، في إشارة إلى أماكن قتل فيها عدد كبير من المدنيين بقصف قوات الأسد الذي يعتبر الضابط أحد عناصرها.
وذكر المتهم "أبو خضير" أنه كان يحاول تجنب الإعدام، وأنه كان يتفاوض من أجل شقيقه الذي سجنه نظام الأسد وسيتعرض للتعذيب في السجن، وكان من الممكن أن يقايض الضابط بأخيه، ولكن هذا لم ينجح ولهذا السبب أُجبر على المشاركة في فرقة الإعدام، وقال إن مقابلة "غارديان" كانت بمثابة تفاخر لضمان عدم تعرضه لمضايقات من قبل الجهاديين في منطقته.