بلدي نيوز - إدلب (إيهاب خالد)
تشهد بلدات وقرى جبل الزاوية اليوم الخميس، حركة نزوح من جانب المدنيين إلى المجهول مرة أخرى، عقب التصعيد من جانب النظام والطائرات الروسية واستهداف المناطق السكنية.
ورصد نشطاء حركة نزوح من القرى والبلدات الواقعة في القسم الغربي من جبل الزاوية اليوم، بالتزامن مع القصف الذي طاول القرى والبلدات من الطائرات الحربية الروسية ومدفعية النظام.
وقال الدكتور "محمد حلاج" مدير فريق "منسقو استجابة" سوريا لبلدي نيوز: "منذ عشرة أيام لاحظنا تصعيدا عسكريا كبيرا على المنطقة، وزادت وتيرة هذا القصف منذ أربعة أيام إلى الأن".
وأضاف، "اليوم تركز الاستهداف على الأحياء السكنية في قرى جبل الزاوية، وتسبب باستشهاد عدد من المدنيين، وأثار مخاوف الأهالي في المنطقة من عملية عسكرية قادمة أو محاولات من النظام للتقدم في هذه المناطق".
وأوضح حلاج أن 110 عائلات (650 نسمة) نزحت من بلدات وقرى الجبل بشكل مؤقت، حيث خرجت العائلات إلى قرى قريبة من قراهم لتعود فيما بعد عندما تهدأ وتيرة القصف.
وفي السياق، قال "حسن الأحمد" مدير المكتب الإعلامي في قطاع أريحا لبلدي نيوز، إن المجزرة التي اتركبها النظام وحليفه الروسي تسببت بخروج بعض العائلات من جبل الزاوية باتجاه مخيمات الشمال السوري، والمهدد أساسا بكارثة إنسانية إذا ما توقف تفويض دخول المساعدات الإنسانية من معبر باب الهوى.
وأشار إلى أن النظام ورسيا يشنان هجمات تستهدف الأحياء السكنية والأراضي الزراعية بشكل متعمد بالتزامن مع عودة جزئية للمدنيين لتلك المناطق لجني محاصيلهم الزراعية، والتي تعتبر الدخل الأساسي لتأمين قوت يومهم.
وعادت المخاوف لتلاحق النازحين العائدين لمدنهم وبلداتهم في ريف محافظة إدلب المحرر شمالي غرب سوريا، وذلك مع تصاعد خروقات النظام والقوات الموالية له، لوقف إطلاق النار في المنطقة.
وفي الصدد، قال "أحمد البيوش" من جبل الزاوية لبلدي نيوز: "شهد الجبل خلال الفترة الماضية الكثير من عمليات القصف، وكنت مرغما على التحمل، لكن مع عودة الطيران لسماء المنطقة أصبح الخطر أكبر ولم يكن لدي خيار آخر سوى النزوح مع عائلتي لمنطقة آمنة في إدلب".
وأضاف: "يبدو أن حياتنا ستمضي على هذا النحو، سنعيش أياما يشغلها النزوح بحثا عن الأمان فقط، من الجيد أننا نملك خيمة يمكن أن نأوي إليها أينما ننزح وهذا العزاء الوحيد لنا في الوقت الحالي، أما عن العودة فلن أتخلى عنها أبدا، وعند استقرار المنطقة سأحاول الرجوع لقضاء فترة قصيرة في بيتي، فكما يقال عتبة الألم وصلت لأقصاها".
من جهته، يقول "عمر أبو محمد" لبلدي نيوز، إن القصف اليوم والمجزرة التي حصلت تسببت بنزوح مئات العائلات من قرى الجبل، والتي عادت بالأصل لجني موسم "الكرز" والذي يعد المادة الرئيسية التي يعتمد عليها سكان الجبل كمصدر رزق لهم، معبرا عن خوفهم من حملة عسكرية جديدة للنظام وروسيا على تلك المنطقة والتي دخلت ضمن اتفاق تركيا وروسيا الأخير.