بلدي نيوز (خاص)
اعتمد مجلس الأمن الدولي، في تموز 2020 قرارا قدمته ألمانيا وبلجيكا، تم بموجبه تمديد آلية المساعدات الأممية العابرة للحدود إلى سوريا من معبر باب الهوى، وذلك بعد نقض روسيا مرتين إرسال تلك المساعدات عبر أكثر من معبر.
وكانت الآلية الأممية لنقل المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر الحدود بدأت بالعمل منذ عام 2014، عبر 4 معابر لنقل المساعدات لسنوات.
لكن الآلية الأممية مهددة برمتها الآن، حيث أعلن مسؤول كبير بالأمم المتحدة، أمس الخميس، أن ملايين السوريين شمال غرب البلاد سيتعرضون لكارثة إنسانية، إذا لم تنجح الأمم المتحدة في تمديد عمليات الإغاثة الإنسانية عبر الحدود الشهر القادم.
وقال نائب المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية المعني بالملف السوري مارك كتس: "ستقع كارثة إذا لم يتم تمديد العمل بقرار مجلس الأمن.. الناس سيعانون".
وأضاف في مقابلة مع وكالة "رويترز": "نتوقع من المجلس أن يجعل احتياجات المدنيين في المقدمة؛ في شمال غرب سوريا البعض من أشد الناس حاجة على مستوى العالم".
واقتصر إدخال المساعدات عبر الحدود مع تركيا في العام الماضي على منفذ واحد وهو "معبر باب الهوى" بعد اعتراض روسيا والصين على تجديد العبور عبر منافذ أخرى.
وكانت سفيرة الولايات المتحدة بالأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد، قالت للصحفيين خلال زيارة للمنطقة: "هذا هو شريان حياتهم"، وأضافت أنه "على مدى عام ونصف استطاع بعض أعضاء مجلس الأمن بشكل مخجل إغلاق معبرين آخرين إلى سوريا".
وتابعت قائلة: "باب الهوى هو بالفعل كل ما تبقى.. إذا تم إغلاقه ستكون هذه قسوة لا مبرر لها".
وحول موقف روسيا من التمديد لآلية إدخال المساعدات، قال المحلل السياسي الروسي ديمتري بريجع، إن روسيا ترى بالمساعدات "التي ترسلها الدول الأخرى خطيرة لأنها تعتبرها معونات ومساعدات للمعارضة والإسلاميين الذين تعتبرهم روسيا ارهابيين، وترى فيهم عدوا لذلك تريد الضغط عليهم بي إغلاق المعابر".
وعن إمكانية عقد صفقة أمريكية روسية بمجلس الأمن، تقضي بانسحاب شركة نفط أمريكية من شرق الفرات لتحل محلها شركات روسية، مقابل السماح بتمديد الآلية عبر معبرين هذه المرة، قال بريجع بحديثه لبلدي نيوز، إن "روسيا لا ترى في قسد تهديدا لمصالحها لأنه أغلب قياداتها لهم اتصالات مع موسكو لذلك هذه المنطقة آمنة أكثر من المناطق الأخرى لذلك الاستثمار فيها قد يعطي فائدة أكثر للطرفين ولاسيما بأن مناطق النظام السوري تعاني من أزمة اقتصادية" دون أن ينفي أو يؤكد إمكانية عقد مثل هذه الصفقة".
لكن فريق منسقو استجابة سوريا حذر من تداعيات عدم تجديد آلية التفويض بدخول المساعدات الإنسانية، مضيفا في بيان أن المنطقة ستشهد المنطقة انهيارا كاملا في النواحي الإنسانية والاقتصادية.
وأكد بيان الفريق أن عدم تجديد آلية التفويض بإدخال المساعدات الإنسانية سيحرم أكثر من 1.8 مليون نسمة من المساعدات الغذائية، وأكثر من 2.3 مليون نسمة من الحصول على المياه النظيفة أو الصالحة للشرب، وانقطاع دعم مادة الخبز في مئات المخيمات وحرمان أكثر من مليون نسمة من الحصول على الخبز بشكل يومي.
وتخوف الفريق أن يتم تقليص عدد المشافي والنقاط الطبية الفعالة في الوقت الحالي إلى أقل من النصف في المرحلة الأولى وأكثر من 80% ستغلق في المرحلة الثانية، إضافة إلى انخفاض دعم المخيمات إلى نسبة أقل من 25% وعجز المنظمات الإنسانية عن تقديم الدعم لإصلاح الأضرار ضمن المخيمات.