بلدي نيوز - دمشق (ميار حيدر)
أطلق ناشطون معارضون من أبناء الغوطة الشرقية بريف دمشق المحاصر هاشتاغ "المرج يحترق بصمت" في إشارة الى قطاع المرج الذي يتعرض لحملة شرسة من قبل قوات النظام، يستخدم خلالها الصواريخ والبراميل وأنواع القذائف، في ظل تكتم إعلامي، رأى فيه ناشطون ظلما بحق هذا القطاع الذي يعتبر السلة الغذائية الأكبر التي تغذي الريف الشرقي لدمشق، والذي رمزوا له باللون الأخضر.
وقال الناشط الإعلامي محمد أبو البراء من الغوطة الشرقية في حديث خاص لبلدي نيوز "أطلقنا وسم المرج يحترق بصمت، من أجل القطاع الذي حرق فيه آلاف الدونمات من محاصيل القمح وتعرضت بساتينه التي هي صمام الأمان لعشرات البلدات المحاصرة، إلى شتى أنواع القصف والتدمير، فضلا عن تدمير ثمانين بالمئة من البنية التحتية، ناهيك عن إخراج منطقة المرج من اتفاقية الأمم المتحدة لإيصال المساعدات إلى سكانها مما يجعلها منطقة منكوبة بكل المقاييس العالمية، ولذلك وجب علينا إعلان "المرج يحترق".
وكانت قد بدأت معالم خريطة قطاع المرج في الظهور منذ أوائل عام 2012 الذي شهد تقدما لقوات النظام أدى إلى انتزاعه السيطرة لكل من البلدات، عتيبة وحران العواميد، والعبادة، والجربا والقيسا والأحمدية والقاسمية، وهي تشكل القسم الأكبر من بلدت المرج البالغ عددها 26 بلدة، وما أسفر عن ذلك من سقوط مئات الشهداء ومئات الجرحى منذ بداية الحملة، فضلا عن تهجير مئات العوائل.
وقال الناشط الإعلامي "صهيب" من بلدة دير العصافير في الغوطة الشرقية، إن أحداث منطقة المرج تتمحور في حملة شنتها قوات النظام والميليشيات العراقية واللبنانية والإيرانية المقاتلة ضمن صفوفها، في أواخر سنة ال2015م وبغطاء جوي روسي، وقصف عنيف بمختلف انواع الأسلحة الثقيلة، حيث تمكنت الأخيرة من إحراز تقدم كبير انتهى بالسيطرة على كل من البلدات نولة وحوش العدمل، ومرج السلطان وحرستا وبزينة والبلالية ودير سلمان واطراف بلدة النشابية، وبعدها كانت أنظار النظام متوجهة إلى "تل فرزات" الاستراتيجي الذي يطل على معظم بلدات الغوطة الشرقية، بيد أن ثوار الغوطة تمكنوا من التصدي له ومنعه من التقدم، مما جعل النظام يصب جام غضبه على المدنيين في القرى القريبة في منطقة المرج.
وأضاف المتحدث: "وبعد تلك الهمجة الثلاثية الأطراف، السورية الروسية الإيرانية، بدأت القوات المهاجمة الاسبوع الفائت بحملة ضخمة جدا لاقتحام بلدة البحارية وتل البحارية الاستراتيجي الذي يطل على مناطق واسعة من المنطقة الشرقية ذات الأراضي الزراعية المزروعة بموسم القمح، الذي يعتبر عصب الحياة في الغوطة الشرقية، وبعد تمهيد بكافة أنواع الأسلحة والصواريخ وغارات الطيران والبراميل المتفجرة استطاع النظام أن يفرض سيطرته على بلدة البحارية وتلها قبل يومين في الواحد والعشرين من الشهر الحالي".
وانتهى المتحدث بالقول: "خوفا على خسارة الغوطة لأحد أهم قطاعاتها، وتركها تتقلص، بادرنا لاستنهاض همم فصائل المعارضة داخل الغوطة المحاصرة وخارجها، وأطلقنا وسم المرج يحترق".