بلدي نيوز
قال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير، إن نحو 80% من الشعب السوري أصبحوا بعد 10 سنوات من الحرب ببلادهم يعتمدون على المساعدات.
ووصف في شهادة قدمها لبرنامج "بلا حدود" الذي يعرض على قناة الجزيرة، الوضع في سوريا بأنه مأساوي على مختلف الصعد، وقال إن الوضع كان أفضل عام 2012 عندما قام بزيارة سوريا، مقارنة بالوضع الذي وجده في زيارته الأخيرة.
وتحدث المسؤول الدولي عن انهيار كامل للبنى التحتية في معظم المدن السورية، بما في ذلك البنى التحتية في المجالين الصحي والتعليمي، إلى جانب تردي الوضع الاقتصادي وغلاء المعيشة الذي يثقل كاهل السوريين.
وقال إنه يمكن مشاهدة مظاهر الدمار في كل أنحاء سوريا، وإن كانت أقل في العاصمة دمشق، التي يمكن لمح بعض مظاهر الحياة الطبيعية ببعض مناطقها، حيث تفتح المطاعم والمحلات التجارية أبوابها، لكن الوضع مختلف بضواحي العاصمة، حيث تنعدم تقريبا مظاهر الحياة، بما فيها الأساسية.
وفيما يتعلق بجائحة كورونا، أوضح ماورير أنه تم رصد إصابات بكورونا في المؤسسات الصحية التي تعمل بها لجنة الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر السوري.
وأكد أن وزير الصحة في حكومة النظام السوري تحدث له عن التحديات التي تواجه النظام بسبب جائحة كورونا، لكن ماورير شدد على أن جائحة كورونا ليست التحدي الوحيد الذي يواجه القطاع الصحي بسوريا، مشيرا إلى أن هذه الدولة تعاني من نقص في اللقاحات للكثير من الأمراض المهمة والمنتشرة، كما أنها تعاني من نقص في الأجهزة الطبية والأدوية للكثير من الأمراض.
وتطرق المسؤول الدولي لواقع مخيم الهول التابع لمحافظة الحسكة، وأعاد تكرار حديثه بأنه لا أمل للحياة فيه، حيث يكتظ المخيم بأكثر من 70 ألف شخص، ومعظم سكانه من الأطفال والنساء، الذين يعيشون في ظروف غاية في القسوة؛ فلا مؤسسات تعليمية أو صحية أو منازل تأويهم قساوة البرد أو حر الصيف، وفي ظل انعدام المساعدات الدولية التي تصل لسكان المخيم.
وأوضح أن نحو 60 دولة لها رعايا بهذا المخيم، لكنها ترفض استعادتهم بسبب تورطهم أو تورط ذويهم مع جماعات "إرهابية"، وشدد على أهمية استعادة الدول رعاياها، خاصة الأطفال، الذين قال عنهم إنهم يعيشون بلا أمل، ويعانون من الإحباط، وهم عرضة للتعرض للعنف أو ممارسة العنف مستقبلا، مشيرا إلى حالة انعدام الأمن الشديدة بالمخيم.
كما انتقد محاولات بعض الدول إعادة اللاجئين السوريين قسريا لبلدهم، مؤكدا أن العودة يجب أن تكون طوعية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الوضع الأمني أو السياسي لا يضمن عودة آمنة للاجئين السوريين حتى الآن.