بلدي نيوز - (محمد وليد جبس)
أجبر ارتفاع أسعار الأعلاف وقلة المراعي المئات من مربي المواشي في شمال غرب سوريا على قطع مسافات كبيرة وبذل مجهود كبير من أجل تأمين الطعام لمواشيهم.
ويقطع العديد من مربي المواشي مع عدد من أبنائهم وخاصة النازحين عشرات الكيلومترات لتأمين ما يكفي من طعام ليومين أو ثلاثة أيام لمواشيهم التي بقيت لهم بعد أن هجرتهم قوات النظام السوري والروس والإيرانيين من مدنهم وقراهم.
يقول "أبو رافع"، مهجر مع عائلته من ريف حماة الشمالي إلى جبال بلدة حفسرجة شمال مدينة إدلب لبلدي نيوز، إن "ارتفاع اسعار الأعلاف أجبرني على قطع مسافات طويلة تصل في بعض الأحيان إلى 50 كم من أجل تأمين ما يكفي من طعام لقطيع من الأغنام مؤلف من نحو 50 خروف ونعجة لمدة يومين أو ثلاثة بتكاليف بسيطة".
ويضيف أنه قطع مع أبنائه الثلاثة في سيارة صغيرة استأجروها أكثر من 30 كم منذ الصباح الباكر رغم صيامهم جميعا وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة، بغية العمل على عشف الأعشاب من أطراف الطرقات والجبال والوديان.
ويقول "أبو رافع" إنهم تمكنوا اليوم من تأمين حمل سيارة كامل يكفي طعام لقطيعهم لمدة ثلاثة أيام ولم يكلفهم الأمر إلا تعب أجسادهم ودفع أجور السيارة التي رافقتهم، وفي بعض الأحيان لم يوفقوا بتأمين ما يكفي قطيعهم ليوم واحد بسبب حراثة أو فلاحة الأراضي الزراعية من قبل مالكيها.
بدوره، "أحمد" صغير أبناء "أبو رافع"، يقول إنهم يتحملون التعب والمشقة والصيام وحرارة الشمس القاسية كي لا يبيع والده القطيع ومن أجل العيش بكرامة وعدو مد يدهم إلى الناس، لأنه يرى أن "التعب والمشقة أهون بكثير من الحاجة إلى الناس".
ويشير إلأى أنهم في بعض الأحيان يتعرضون لمواقف صعبة يضطرون لتحملها من أجل إطعام قطيعهم الذي بقي لهم بعد أن خسروا كل ما يملكون بسبب احتلال قوات النظام وروسيا بلدتهم بريف حماة؛ ففي بعض الأحيان يطردون أو يمنعون من عشف الأعشاب في مناطق خاصة علما أنها لا تنفع أصحاب الأراضي الزراعية بشيء بل على العكس تتسبب بضرر لهم.
ويبلغ سعر الطن الواحد من الأعلاف المخصصة للمواشي في إدلب نحو 300 إلى 350 دولار أمريكي، وهو مبلغ ضخم يصعب على مربي المواشي تأمينه في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة وتدهور سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي واستيراد الأعلاف والأدوية وجميع الاحتياجات من خارج البلاد.
وانخفضت نسبة مربي المواشي في محافظة إدلب وريف حماة جراء قلة المساحات الزراعية التي تستخدم كمراعي للقطعان، إضافة إلى عمليات التهريب إلى مناطق سيطرة النظام وسيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" شمال شرق البلاد ما انعكس سلبا على أعداد الثروة الحيوانية في المنطقة.