بلدي نيوز - (محمد خضير)
تداول نشطاء وإعلاميون على مواقع التواصل الاجتماعي خبر وفاة الناشط "مازن حمادة" تحت التعذيب في سجن "صيدنايا" العسكري التابع للنظام بعد عودته لشهور من أوروبا، وإجراء مصالحة مع النظام.
ونشر نشطاء خبر وفاة "مازن حمادة" نقلا عن أحد أقاربه حيث توفي تحت التعذيب في سجن صيدنايا العسكري قبل يومين، وأن النظام يعمل على فبركة وفاة طبية له.
وبدوره، قال “عبد الجبار الهايس الحمادة” شقيق “مازن الحمادة” والمقيم في أوروبا لصحيفة "جسر"، إن خبر وفاة مازن غير صحيح، مضيفا أن مصدر الخبر هو الكاتب وائل الخالدي، وحاولنا التواصل معه للاستفسار، لكنه لم يستجب، ولم يستقبل اتصالاتنا.
وأضاف، "معلوماتنا تقول بأن مازن ليس في سجن صيدنايا.. ربما نقلوه مؤخراً، لكن آخر ما نعرفه أنه ليس موجوداً بهذا السجن، كما لم يصلنا أي خبر حول وفاته".
ورجّح شقيق الناشط السوري أن الخبر قد يكون مسرباً من جانب نظام الأسد، بهدف إخراج مازن على شاشات قنواته التلفزيونية مرة أُخرى، لتكذيب خبر وفاته.
من هو مازن حماة
"مازن حمادة" ذو 45 عاماً من مدينة دير الزور وهو لاجئ سوري في هولندا منذ سنوات، وكان يعمل موظفاً في شركة "شمبرغير" الفرنسية للتنقيب عن النفط في محافظة دير الزور بصفة فني، وكان مساهماً في إجراءات لمحاكمة نظام الأسد، وظهر في أفلام وثائقية سورية تحدث فيها عن التعذيب في معتقلات النظام.
واعتقل النظام "حمادة" ثلاث مرات منذ بداية الثورة السورية. وامتد الاعتقال الأول لمدة أسبوع بتاريخ 24 نيسان/أبريل 2011 على يد فرع أمن الدولة بدير الزور، أما الاعتقال الثاني فكان بتاريخ 29 كانون الأول/ديسمبر 2011 من قبل الفرع نفسه، أثناء عودته من دمشق من قبل أحد الحواجز العسكرية على مدخل مدينة دير الزور، ودام نحو أسبوعين. فيما يعتبر الاعتقال الثالث الأطول في المدة والأشرس في التعامل، حيث اعتقله عناصر من فرع المخابرات الجوية في وسط دمشق حتى العام 2014.
وقدم حمادة شهادات عن التعذيب ضد النظام في محاكمة لاهاي، وقال عن ظروف اعتقاله في فرع المخابرات الجوية: "بمجرد دخولنا هنا بدأوا في ضربنا بالعصي، وجعلونا نخلع ثيابنا ونقف عارين، وبالطبع فإنهم أوثقوا أيدينا، ومن ثم تم أخذنا إلى مبنى الدراسات، ومن ثم إلى ما يسمى أمن الطائرات وهو مهجع بطول 12 مترا وعرض 7 أمتار، وكنا 170 معتقلاً نقف في تلك المساحة، وبقينا ثلاثة أشهر هناك، وبعدها تم تحويلنا إلى فرع التحقيق القديم، لنجد أنفسنا 12 شخصا ضمن زنزانة لا تزيد أبعادها عن حوالي المترين طولاً ومترين عرضاً".
وأكد حمادة في شهاداته أنه تعرض لأنواع مختلفة من التعذيب منها "الشبح والخازوق والتعذيب عن طريق استهداف الأعضاء التناسلية، واستخدام الزيت الحار والماء المغلي، وإطفاء السجائر على أجساد المعتقلين" كما برز حمادة كناشط سياسي حيث نشر مقاطع فيديو قال فيها أنه التقى مسؤولين غربيين لدراسة قضايا تتعلق بالثورة السورية، لكنه أغلق حساباته في مواقع التواصل.
كيف عاد "حمادة" إلى النظام وتم اعتقاله؟
أجرى "مازن حمادة" المعتقل السابق في سجون النظام تسوية مع سفارة الأخير في برلين وعاد إلى دمشق في شباط العام الفائت.
وبحسب مصادر مقربة من "مازن"، فإن المخابرات اعتقلت حمادة عقب وصوله مباشرة إلى مطار دمشق وأخذته لمكان مجهول.
وأضافت المصادر، أن "حمادة" كان يعاني آنذاك من أزمة مالية ونفسية، ورتّب النظام إجراءات رجوعه إلى سوريا.
ووعد النظام "حمادة" في وقتها في سياق ترتيبات إعادته لسوريا أنه سيطلق سراح عدد كبير من ثوار ديرالزور.