بلدي نيوز
قال معهد واشنطن إن النظام السوري استسلم للوجود الأجنبي على أراضيه الذي يبدو أنه سيكون دائما، وذلك بعدما تنازل عن السيطرة على حدوده ومجاله الجوي إلى جهات مختلفة.
وقال فابريس بالونش ، وهو زميل زائر في معهد واشنطن، إن الوضع على الحدود السورية على الأقل لم يتغير، خلال العامين الماضيين.
ويأتي ذلك الوضع في الوقت الذي تعارض فيه روسيا وشريكيها في محادثات أستانا للسلام (إيران وتركيا) أي جهود رسمية لتقسيم البلاد أو ترسيخ وجود كيان كردي منفصل في الشمال.
ويقول بالونش إن "المشاكل التي أعقبت تقسيم السودان شككت صانعي السياسة الغربيين بشأن جدوى مثل هذا الحل في سوريا".
وبدأت روسيا وإيران وتركيا إجراء محادثات منتظمة بشأن الصراع الدائر في سوريا في أستانا، عاصمة قازاخستان، بداية عام 2017.
ويرى زميل معهد واشنطن أنه رغم الاحتمالات الدولية المجهضة للتقسيم فإن القوى الخارجية تتقاسم البلاد بشكل غير رسمي عبر "مناطق نفوذ متعددة والسيطرة من جانب واحد على معظم حدودها، وبالتالي حرمان النظام السوري من أداة رئيسية للسيادة".
وحاليا تسيطر قوات النظام على ثلثي الأراضي السورية، بما في ذلك جميع المدن الرئيسية (دمشق وحلب وحمص وحماة واللاذقية وطرطوس ودرعا ودير الزور)، وتحكم 10 مليون شخص من أصل 17 مليونا؛ هم المقيمين داخل الدولة، بينما لا يزال سبعة ملايين سوري يعيشون في الخارج كلاجئين.
وكانت قوات النظام تسيطر على خمس مساحة البلاد فقط في ربيع 2013.
ومع ذلك فإن سيطرة النظام السوري تتلاشى على الحدود التي تعد رمزا قويا لسيادة الدولة. وقال بالونش إن الجيش السوري يسيطر على 15 في المئة فقط من الحدود البرية الدولية للبلاد، بينما تنقسم المساحة المتبقية بين جهات أجنبية.
وأضاف "يسيطر حزب الله والميليشيات الشيعية الأخرى، المدعومة من إيران، حاليا، على حوالي 20 في المئة من حدود البلاد".
ورغم أن سلطات الجمارك التابعة للنظام السوري هي المسؤولة رسميا عن المعابر مع العراق (البوكمال) والأردن (نصيب) ولبنان (العريضة والجديدة والجوسية والدبوسية)، تكمن السيطرة الحقيقية في أماكن أخرى، كما يقول الزميل الزائر في معهد واشنطن.
وتابع "يسيطر حزب الله على الحدود اللبنانية، وأقام قواعده على الجانب السوري (الزبداني والقصير) التي يسيطر منها على منطقة القلمون الجبلية. وبالمثل، تدير الميليشيات الشيعية العراقية كلا جانبي حدودها من البوكمال إلى التنف".
وبحسب بالونش، فإن قبضة القوات الموالية لإيران تمتد أيضا إلى العديد من المطارات العسكرية السورية، وهي غالبا وسيلة لنقل الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله ووخط المواجهة مع إسرائيل في مرتفعات الجولان، على حد قوله.
وعلق بالونش قائلا: "هذا الوضع يكشف اندماج سوريا الكامل في المحور الإيراني".
أما في الشمال، حيث تبسط تركيا ووكلاؤها النفوذ، يقول بالونش: "في عام 2013، بدأت تركيا بناء جدار حدودي في منطقة القامشلي، وسعت هذا الحاجز على طول الحدود الشمالية بأكملها".
كما كان الهدف الآخر هو منع تدفق المزيد من اللاجئين السوريين إلى تركيا التي تستضيف بالفعل 3.6 مليون، وفقا لبالونش.
الجزء الوحيد من الحدود الشمالية الخاضعة لسيطرة النظام السوري هو معبر كسب شمال اللاذقية، وحتى هذا تم إغلاقه من الجانب التركي منذ عام 2012.