بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
عاد ملف "طرح عملة ورقية من فئة 5 آلاف ليرة" إلى واجهة الصحف المحلية الموالية، حيث كشف رئيس هيئة الأوراق والأسواق المالية، في مناطق سيطرة النظام، عابد فضلية عن توقعه طرح فئة نقدية جديدة من فئة الـ5000 ليرة سورية من ناحية منطقية.
وبحسب فضلية فإن "طرح ورقة الـ5000 ليرة، يجعل العد وحمل وتخزين العملة أفضل، ولا أعرف تاريخ طرحها وهو أمر يقرره المصرف المركزي فقط، ولا أؤكد أنها ستطرح".
وعلى غير اﻷعراف العملية واﻻقتصادية "أبجدية اﻻقتصاد والمال"، برر فضلية، لطرح العملة الجديدة، وقال "الناس تتخوف من أن طرح ورقة نقدية من فئة 5000 ليرة تعني انخفاض قيمة العملة السورية وهذا غير مبرر أبداً، ولا أثر لذلك على الأسعار".
وأضاف فضلية "تقوم الدول عادة بسحب الكميات المهترئة من العملة من الأسواق عبر تبديلها، وتطرح بدلا منها إما فئات نقدية أعلى، أو أوراق جديدة من نفس القيمة ولا علاقة لذلك بالتضخم".
كلا فضيلة دحضته اﻷستاذة ريما الكاتب، الباحثة في المجال الاقتصادي، بالقول "كلام فضلية ينقصه البرهان، ولدينا من المثلة على اﻷقل طرح عملة "200 ليرة" في تسعينات القرن الفائت وآثارها السلبية، ثم "اﻷلف واﻷلفين" وهذا وحده يكفي للرد".
وأضافت "المبررات ذاتها، في المرة اﻷولى طرح العملة الجديدة بدل تالف، وهذه المرة ليسهل حملها، وينسى فضلية دوﻻ طبعت عملتها بأصفار كثيرة كدول إفريقيا وإيران وما انتهى إليه اقتصادها".
وقالت الكاتب في حديثها لبلدي نيوز "ما يكسب العملة قيمتها وقوتها مجموعة عوامل في مقدمتها العوامل الاقتصادية والسياسية والعسكرية، كما يحدد سعر العملة في الأسواق العرض والطلب على تلك العملة، كأي سلعة في السوق".
وتابعت الكاتب "باﻹضافة لما سبق، فإن عوامل أخرى تلعب وتتحكم في العرض والطلب، منها ما يرتبط بأداء الاقتصاد الحقيقي للدولة وقطاعاتها الإنتاجية والخدمية، وأخرى متعلقة بالمضاربات على العملات وأوراق الدين، بالإضافة إلى عوامل سياسية، وطبعا المعاملات مع الخارج، وأعني الصادرات التي يجب أن تتفوق على الواردات وهذا ما باتت تفتقده البلد".
وبالعودة إلى فضلية، الذي تمنى طرح فئة الـ5000 والـ10000 ليرة أيضا، لسهولة الاستخدام، معتبرا أن طبع حاوية واحدة من فئة جديدة، أفضل وأوفر من 5 حاويات من فئات قديمة.
وانتقد فضلية رفض الشارع لطرح مثل تلك الورقة النقدية بلهجةٍ حادة وقال "من الغباء أن يرفض الناس في الدول الأخرى التعامل مع الفئات الجديدة من الليرة، وتستطيع أي دولة قص ورقة من جريدة مثلا، وطرحها على أنها عملة بقيمة محددة، فذلك أمر سيادي".
وأكمل فضلية "العملة لن تعود قيمتها كما كانت ولا نتمنى أن تعود لأن ذلك خاطئ، المهم استقرار الاقتصاد عند مستوى محدد مع إعادة النظر بالرواتب والاجور بما يحسن القوة الشرائية للمواطن".
وبحسب كلام فضلية، فإنه على المجتمع التأقلم مع أي مستوى تبلغه قيمة العملة بشرط إعادة النظر بالمؤثرات الاقتصادية وأهمها الرواتب والأجور لذوي الدخل المحدود.
واعتبر أن "حذف الأصفار ليس دليل ضعف أو قوة اقتصاد أو مؤشر لتحسن قيمة العملة، ويكون التأقلم عندما يتناسب المدخول مع ارتفاع الأسعار".
واكتفت الباحثة الاقتصادية الكاتب بالرد على فضلية، قائلة "السيادة للعملة ليس في قطع ورقة جريدة وتحديد قيمتها، وعلى الدول اﻷخرى التعامل معها، إن اﻷمر ليس بتلك السهولة والسذاجة التي طرحها الدكتور، وهل تملك سوريا اليوم السيادة الكاملة على قرارها اﻻقتصادي والسياسي والعسكري حتى تحدد قيمة ورقة جريدة؟".
وعادة ما يأتي "كلام فضلية" تمهيدا أو قبل أي خطوة من طرف حكومة اﻷسد، لتبريرها للأخير.