بلدي نيوز - (خاص)
انتقل عناصر تنظيم "داعش" المنتشرين كخلايا نائمة في البادية السورية خلال الأيام القليلة الماضية، من عمليات الهجوم على مواقع التماس مع قوات النظام إلى الهجوم على "طرق حيوية" في عمق مناطق سيطرة النظام السوري، والتي تستخدمها الأخيرة في التنقل بين مناطق سيطرتها في أرياف حلب وحماة وديرالزور والرقة.
هجمات التنظيم
هاجم عناصر "داعش" خلال الأسبوع الجاري رتلين لقوات النظام على الطريقين العسكريين (تدمر - ديرالزور) و(إثريا - خناصر)، وتسببوا بمقتل ما يزيد عن أربعين عنصراً من قوات النظام والميليشيات، بالإضافة إلى جرح العشرات.
وتعمد التنظيم انتهاج سياسة الهجوم الأخيرة في عمق مناطق سيطرة النظام بالتزامن مع الحملة التي أطلقها نظام الأسد وروسيا مؤخراً، والتي تهدف إلى تمشيط البادية السورية من فلول داعش وحماية المنشآت النفطية من الهجمات المتكررة لعناصر داعش عليها، وذلك لإرباك الحملة والحد من قدراتها وكسب المزيد من الوقت بعد إشعارها بعدم الجدوى في دخول عمق البادية السورية في الوقت الذي لا تأمن فيه على التحرك في الطرق التي كانت تعتبرها آمنة للتنقل.
الفشل الروسي
عقب يوم واحد من إرسال تعزيزات عسكرية وتنفيذ عشرات الغارات الجوية لتأمين أوتوستراد (ديرالزور - تدمر) على إثر عملية كباجب بريف ديرالزور، باغت التنظيم قوات النظام وهاجم طريق (إثريا - خناصر)، وقتل ستة من عناصر النظام، بالإضافة لحرق العديد من الصهاريج النفطية التابعة لميليشيا القاطرجي والتي تقوم بنقل المشتقات النفطية من مناطق سيطرة "قسد" إلى مناطق سيطرة نظام الأسد، الأمر الذي زاد من تعقيد مهمة الحملة الأخيرة والتي بات يترتب عليها تأمين الطرق العسكرية في محاور متباعدة قبل الشروع بأي عملية عسكرية هجومية.
ما وراء نشاط التنظيم؟
العمليات الأخيرة التي ازدادت وتيرتها في الآونة الأخيرة، يراها محللون مطلعون على الوضع السوري بأنها عملية انتقال للتنظيم من مرحلة الكمون عقب خسارته آخر معاقله في الباغوز بريف ديرالزور مطلع عام 2019، إلى مرحلة جديدة استطاع من خلالها فلول التنظيم من التكيف مع الوضع الميداني الجديد، والعودة إلى العمليات التقليدية في الاستنزاف وحرب العصابات بعد تبخر أحلامه في مشروع إقامة "الدولة الإسلامية"، ما يشير إلى فشل مساعي النظام وروسيا حتى اللحظة في تأمين حقول الفوسفات والنفط والغاز في البادية السورية بعد سنوات من العمليات العسكرية للنظام وروسيا.
وتنتشر فلول "داعش" في منطقة جغرافية جبلية وصحراوية وعرة وواسعة، تمتد من ريف السويداء الشرقي مروراً بريفي حماة وحمص الشرقيين ووصولاً إلى ريفي الرقة وديرالزور الغربيين في مساحة تزيد عن 40 ألف كيلومتر مربع، ويتمترس في سلاسل جبلية تعتبر منطلق عملياته العسكرية أبرزها "سلسلة جبال العمور والضاحك وعبدالعزيز والبشري وأبو رجمين"، ويستخدم الدراجات النارية كوسيلة للتنقل، كما يزداد نشاطه ليلاً بسبب انكماش قوات النظام التي تنتشر في النهار وتعود للتجمع في مواقع محدودة ليلاً.