ماذا وراء اغتيال العقيد بكور السليم؟

بلدي نيوز – درعا (حذيفة حلاوة)
نعت قوات الشهيد أحمد العبدو العاملة في منطقة القلمون بريف دمشق، قائدها العقيد المنشق بكور السليم متأثراً بجراح أُصيب بها جراء قيام أحد عناصر تنظيم "الدولة" بتفجير حزام ناسف يرتديه أمام خيمة كان العقيد يرابط بها مع عدد من مرافقيه وقيادات القوات في القلمون الشرقي بريف دمشق.
وفي التفاصيل، استشهد العقيد المنشق بكور السليم بعد استهداف خيمته من قبل انتحاري أثناء إشرافه على المعارك بين قوات الشهيد أحمد العبدو و تنظيم "الدولة" في بادية الشام، حيث تم نقل العقيد بعد تعرضه لإصابة بليغة إلى مشفى في الأردن ليفارق بعدها الحياة متأثرا بجراحه. 
وينحدر السليم من بلدة مهين بريف حمص، من مواليد 1967، ويعتبر من مؤسسي قوات الشهيد أحمد العبدو العاملة في القلمون الشرقي في البادية السورية بعد انشقاقه من الأكاديمية العسكرية التابعة للجيش النظامي في شهر إبريل من عام 2012، وهو رئيس غرفة عمليات الجبهة الجنوبية، وشارك في تأسيس المجلس العسكري الثوري في دمشق وريفها، كان من المعرف عنه اهتمامه بتحييد المدنيين لمعارك قوات الشهيد أحمد العبدو مع النظام بابتعاده عن المدن والبلدات السكنية وتركيزه على القطع العسكرية وفتح الطرقات للأماكن المحاصرة عداك عن إيلائه المعتقلين اهتماما كبيراً خلال عمله.
سعيد سيف مدير المكتب الإعلامي لقوات الشهيد أحمد العبدو، تحدث لبلدي نيوز عن الشهيد قائلاً: " تقبل الله الشهيد وجعله ومسيرته الوطنية النضالية نبراسا يهتدي به كل حر غيور على أرضه وعرضه، أنا هنا لا أتكلم عن قائد فقط، بل أتكلم عن أخ وأب وصديق وقائد بتجربته القيادية منذ تشكيله لقوات الشهيد أحمد العبدو".
فهو قائد لأهم وأكبر الفصائل التي نالت من قوى تنظيم داعش الإرهابي، وحالت دون تمدده في البادية، على حد وصف سعيد سيف، وقد كان آخر ما أنجزه العقيد هو السيطرة على حاجز ظاظا وحاجز كبد من قبضة تنظيم "الدولة"، اإذ يعتبران من أهم النقاط الاستراتيجية للتنظيم على أتوستراد دمشق بغداد.
يضيف سيف: "بالإضافة إلى أن العقيد من أبرز أعضاء وفد التفاوض المنبثق عن مؤتمر الرياض والذي توافقت عليه العديد من القوى الثورية لما يشهد له بتحييد المدنيين في مناطق القلمون عن الصراع، فهذا الشخص الذي خاض بفصيله عشرات المعارك الضخمة ضد النظام وضد داعش حيث كانت البادية مركز عملياته العسكرية".
وأكد سيف لبلدي نيوز أن أهم ما يميز الشهيد هو سعيه لتوحيد الفصائل، "حيث عمل جاهدا في مسيرة قوات الشهيد أحمد العبدو على عدم إشعال أي من الجبهات داخل المدن، كما اتصف بحبه وشغفه بتوحيد فصائل القلمون الشرقي من قوات الشهيد أحمد العبدو الذي كان يقوده إلى جيش الإسلام وجيش تحرير الشام، إضافة إلى استعداده الدائم للتنازل عن القيادة في سبيل التوحد بين الفصائل، وفراس البيطار شاهد على تنازل بكور له عن القيادة".
ويذكر للعقيد أيضاً انشغاله بالجانب الإنساني للمدنيين في قرى القلمون الشرقي من خلال اهتمامه بملف الأسرى، فكان لمعارك قوات الشهيد أحمد العبدو مع النظام وقطع الأتوستراد الدولي لأكثر من مرة ورقة ضغط على النظام السوري في سبيل إخراج المعتقلين، بالإضافة إلى افتتاحه كثيراً من المراكز لتلبية احتياجات أهالي الشهداء وسد حاجات المتضررين من جرائم نظام الأسد.
وأشار سيف إلى أن أهم ما يقف وراء عملية الاغتيال هو تبعية القوات للجبهة الجنوبية والسياسة الهادئة التي يتبعها بكور، إضافة للخبرة الأكاديمية التي امتلكها من وجوده في جيش النظام سابقاً، واستطرد: "نحن تابعون للجبهة الجنوبية وسياسة بكور اتصفت بالهدوء والحنكة بعيداً عن التعصب.. وكون بكور يمتلك خبرة بالأكاديمية العسكرية العليا قبل انشقاقه من جيش النظام، وخبرته بالتعامل يتعامل مع ضباط من خارج سوريا، والأهم من هذا أنه تم تزكيته من داريا من قبل النقيب سعيد نقرش أبو جمال، فقوات الشهيد أحمد العبدو من أكثر الفصائل التي وقفت في وجه داعش بالقلمون الشرقي في بادية سوريا".
ويذكر أن العقيد بكور السليم قاد قوات الشهيد أحمد العبدو بمعاركه مع قوات النظام في معارك عدة أبرزها "معركة مستودعات مهين وعواصف الصحراء والويل للطغاة، ناهيك عن المعارك ضد تنظيم "الدولة" في المحسا والبادية.
وبحسب مراقبين، فمن الممكن أن يكون اغتيال العقيد بكور السليم لإعادة توازن القوى مع تنظيم الدولة في البادية السورية، وخاصة نتيجة فقدان الساحة لأحد أهم عقولها العسكرية التي تتميز بالحنكة والخبرة الأكاديمية. 
الجدير بالذكر أن تنظيم "الدولة" تمكن من اغتيال العقيد عن طريق تسلل أحد العناصر إلى خيمة العقيد بكور السليم وتفجير نفسه في الخيمة التي تعتبر مقر العقيد الركن، ما أدى إلى إصابته بجروح بليغة استشهد على إثرها.

فيما نفي مدير مكتب الشهيد بكور السليم لبلدي نيوز ما تناقلته بعض وسائل الإعلام بأن الانتحاري الذي فجر نفسه هو من أقارب العقيد الشهيد، فيما تحدثت مصادر من داخل قوات الشهيد أحمد العبدو أنه من المحتمل استلام المقدم الركن أمين الجمعة نائب قائد قوات الشهيد أحمد العبدو، قيادة القوات خلفا للعقيد الشهيد بكور السليم.