بلدي نيوز – ياسر الأطرش
في استكمال لعملية القتل والتدمير والتهجير التي يقودها نظامه ضد سوريا، تعهّد رئيس النظام السوري في الكلمة التي نقلها التلفزيون السوري على الهواء مباشرة، اليوم الثلاثاء، بمناسبة انعقاد أول جلسة لبرلمانه، أن تكون الحرب التي يصفها بأنها حرب ضد الإرهاب "مستمرة ليس لأننا نهوى الحروب.. هم من فرض الحرب علينا. لكن سفك الدماء لن ينتهي حتى نقتلع الإرهاب من جذوره أينما وجد ومهما ألبس من أقنعة."
وبهذا يعيد الأسد الابن سيرة وخطاب أبيه قبل أكثر من ثلاثين عاماً، حين دمر جزءاً من سوريا، وقال وقتها "لسنا هواة قتل وتدمير، وإنما ندفع عن أنفسنا القتل والتدمير". ليتضح أنه كان يدمر سوريا وإرادة شعبها لبناء مجده الشخصي وضمان نفوذ طائفته.
وبدعم مطلق من حليفه الروسي الذي أكد أول من أمس على لسان وزير خارجيته سيرغي لافروف، أن روسيا ستستمر بتقديم دعم ناري غير محدود للأسد في حربه على حلب، أعاد بشار التأكيد على نيته تدمير حلب متعهداً بمواصلة دكّ المدينة في إطار ما أسماه "الحرب ضد الإرهاب".
وفي محاولة يائسة لتدوير معادلة "الممانعة والمقاومة"، وتحويل مساراتها وأطرافها من إسرائيل وأمريكا والامبريالية العالمية، إلى عدو جديد، اعتبر رأس النظام السوري أن المدينة ستكون مقبرةً لأحلام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي اتهمه بدعم الإرهاب.
وتعهّد وكيل روسيا وإيران في دمشق، باستعادة "كل شبر من سوريا"، وقال إن حلب ستكون "المقبرة التي ستدفن فيها آمال وأحلام السفاح" في إشارة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يبدو أنه أكثر من يوجع الأسد ويهدد أحلامه الطائفية الدكتاتورية.
وأضاف قائلاً "كما حرّرنا تدمر وكثيراً من المناطق سنحرر كل شبر من سوريا من أيديهم ولا خيار أمامنا سوى الانتصار وإلا فلن تبقى سوريا ولن يكون لأبنائنا حاضرٌ ولا مستقبل."
وهنا يتضح جلياً الاستثمار الرخيص للعبة الروسية – الداعشية، التي أفضت إلى تسليم تدمر لتسويق النظام وروسيا على أنهما المنقذ للتراث الإنساني والإرث البشري.
وزيادة في المزاودة، ولإقناع العالم بعلمانيته، فقد عمد نظام الأسد لتعيين امرأة على رأس مجلس الشعب، لأول مرة في تاريخ سوريا، ليكون ذلك شاهداً على علمانية النظام وتطوره من حيث إشراك المرأة في الحكم، حتى وإن كان هذا الحكم صورياً، والمجلس برمته معيناً من قبل أجهزة أمن الأسد، ورئيسته "هدية خلف عباس" لا تتجاوز خبراتها السياسية "التشبيح" والمزاودة والنفاق.
ووجّه "مختار المهاجرين" الشكر لحلفائه وشركائه في قتل وإبادة الشعب السوري، روسيا وإيران والصين وجماعة "حزب الله" الطائفية، لما قدموه من دعم، قائلاً "اندحار الإرهاب لابد أن يتحقّق طالما هناك دولٌ مثل إيران وروسيا والصين تدعم سوريا."
يذكر أن انتخابات مجلس الشعب جرت في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري والتي تمثّل أقل من ثلث مساحة سوريا، ولجأ فيها النظام إلى تعيين ممثلين عن الشبيحة والقتلة والموالين له، بصفتهم ممثلين عن الشعب!.