بلدي نيوز
لم يتوقع المصور الصحفي أمير الحلبي أنه سيتعرض للضرب في فرنسا خلال عمله، بعد أن فر إليها من جرائم النظام، إلا أن تعرضه للضرب على يد الشرطة الفرنسية أعاد بذاكرته إلى ما كان يتعرض له في بلاده قبل تركها.
ويقول المصور السوري للأناضول، إنه "تعرض للاعتداء من قبل الشرطة الفرنسية الأسبوع الماضي أثناء مظاهرات معارضة لمشروع (قانون الأمن الشامل)"، مشيرا إلى أن ما حدث "ذكره بما تعرض له في سوريا".
ومشروع قانون "الأمن الشامل" حصل على الضوء الأخضر من البرلمان الفرنسي، وتنص إحدى مواده على عقوبة السجن لمدة سنة ودفع غرامة قدرها 45 ألف يورو في حال بث صور لعناصر من الشرطة والدرك بدافع "سوء النية"، وتسبب ذلك في اندلاع احتجاجات وانتقادات شديدة كونه ينتهك حرية الصحافة وحرمة الحياة الخاصة ويزيد من عنف الشرطة.
وعن كيفية تعرضه للضرب على يد الشرطة الفرنسية، يسرد الحلبي: "كنت أتابع التظاهرات التي اندلعت في باريس من مكان الحدث".
ويضيف أن "الشرطة (فرنسية) طاردت المتظاهرين من ميدان (Republique) إلى ميدان (Bastille) في باريس".
ويقول الحلبي: "لاحظت أن عنف الشرطة قد بدأ خلال المظاهرات وأن الأحداث أصبحت خطيرة".
ويتابع: "في تلك اللحظة فكرت قليلا، وقلت في نفسي: أنا هنا لألتقط الصور (في إشارة إلى احتمال عدم تعرضه لاعتداء)، وقررت أن أواصل ما أقوم به، وفي تلك اللحظة ضربني أحد أفراد الشرطة بالعصا على وجهي فسقطت أرضا".
وبعلامات استغراب بدت على وجهه المصاب يقول الحلبي مستنكرا: "لم أفهم لماذا اعتدت الشرطة عليّ!".
ويستطرد: "لم أع للحظة ما يدور حولي، ثم فكرت بمواصلة التقاط الصور، وواصلت السير قليلاً ثم لاحظت أن آلة التصوير (الكاميرا) خاصتي غارقة بدمائي (..) وجاءت سيارة إسعاف ونقلتني إلى المشفى".
ويوضح الحلبي، أن ما تعرض له "ذكره بما عاشه في سوريا" قبل فراره منها، مشيرا إلى أن "اعتداء الشرطة الفرنسية أسفر عن كسر أنفه".
منظمة "مراسلون بلا حدود" الفرنسية، نددت بعنف الشرطة "غير المقبول" ضد المتظاهرين والصحفيين في الاحتجاجات، وبما تعرض له الحلبي.
وقال الأمين العام لـ"مراسلون بلا حدود" (غير حكومية، مقرها باريس) كريستوف ديلوار، في تغريدة عبر حسابه على تويتر: "نحن متضامنون بشكل كامل مع أمير الحلبي، هذا العنف البوليسي غير مقبول".
وأرفق ديلوار تغريدته بصورة للحلبي وهو في المستشفى، بسبب ما تعرض له من ضرب بالهراوات من قبل الشرطة.
وأضاف: "لا ينبغي أن يتعرض حلبي للعنف والتهديد بل يجب حمايته في فرنسا، حيث أتى مع عدد قليل من الصحفيين السوريين كلاجئين".
وكان الحلبي حصل على جائزة "نظرة الشباب في سن 15" عن صورة التقطها لوكالة "فرانس برس" تظهر رجلين يحتضن كل منهما رضيعا ويسيران في شارع مدمر في مدينة حلب السورية.
كما حصل الحلبي على جائزة "بايو-كالفادوس" لمراسلي الحرب بصورة أخرى التقطها عام 2017.
ولفت الحلبي، إلى أنه "فر من النظام السوري قبل ثلاثة أعوام ونصف وقدم إلى باريس تلقى تعليماً في مجال التصوير".
وأشار إلى أنه صور فيلما وثائقيا لمجلة "بولكا ماغازين" سيُعرض في نيسان/ أبريل 2021.
وذكر أن "وكالة الأنباء الفرنسية، ومجلة "بولكا ماغازين" ومنظمة "مراسلون بلا حدود" تتابع عن كثب موضوع تعرضه للضرب على يد الشرطة الفرنسية.
وكانت النيابة في باريس فتحت تحقيقا في 30 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي بسبب إصابة الحلبي، وأُعلن أن التحقيق سُيجرى من قبل وحدة التحقيقات بالشرطة الوطنية الفرنسية.
المصدر: الأناضول