بثينة شعبان.. محامي الشيطان! - It's Over 9000!

بثينة شعبان.. محامي الشيطان!

Telegraph – ترجمة بلدي نيوز
إذا كان هناك ماري أنطوانيت في عصرنا الحالي، فيجب أن تكون دون أدنى شك، بثينة شعبان، "المستشارة الإعلامية" البغيضة، للنظام السوري، فعندما سئلت بثينة شعبان عن ذلك الحصار الذي يفوق حصارات العصور الوسطى والذي يفرضه حالياً سيدها بشار الأسد على أكثر من مليون مدني سوري في المناطق التي يسيطر عليها الثوار، لربما لم تجب حقاً كما أجابت ماري أنطوانيت في زمن الثورة الفرنسية: "إذا لم يكن هناك خبز للفقراء.. لماذا لا يأكلون بسكويتاً"، لكنها قد فعلت ذلك تقريباً!
فقد أعلنت بثينة شعبان خلال مؤتمر صحفي لها عقد يوم الخميس الماضي: "ليس هناك من حاجة للمساعدات الغذائية في سوريا"، وأضافت قائلة بأن سكان المدن ومخيمات اللاجئين المحاصرين من قبل نظامها، "يمكنهم الاستغناء عن "المعكرونة" و"ثمار التين" التي تقدمها لهم الأمم المتحدة".
إن إحدى ضواحي مدينة دمشق، والمعروفة باسم داريا، كانت قد تعرضت لحصار لا يرحم منذ تشرين الثاني من عام 2012: وخلال كل ذلك الوقت، لم يسمح نظام الأسد سوى لقافلة مساعدات واحدة في الدخول إلى المنطقة- ومنعها حتى من إدخال أي طعام.
ولكن السيدة شعبان ذات الاطلاع الكافي في شؤون البلاد كانت قد وصفت داريا دون مبالاة باسم "السلة الغذائية لمدينة دمشق"، مضيفة: "لا يوجد من أحد يتضور جوعاً في داريا"!!، لقد قامت بذلك بإظهار قساوتها وعدم نزاهتها ولمرة أخرى، مظهرة كيف من الممكن أن تحول أسوأ الأنظمة في العالم، من وصول المساعدات الإنسانية والغذائية لأولئك المحاصرين، إلى لعبة ساخرة بامتياز، من السودان إلى سوريا إلى سريلانكا، إن القادة اللاأخلاقيين يقومون بانتزاع التنازلات في مقابل السماح للعالم بإطعام مواطنيهم، وعند وصول الإغاثة أخيراً، فإن النظام يحاول دائماً أن يستغل ذلك ليتناسب ذلك وأغراضه الخاصة.
ومن دون أي شك فإن غرض تكتيكات ذلك الحصار الذي يقوم بفرضه الأسد، هو تجويع المناطق التي يسيطر عليها الثوار في سوريا لإجبارهم على الخضوع، كما لو كانت تلك المناطق ليست سوى قرى جبلية في القرون الوسطى خلال حرب المائة عام، ففي هذه اللحظة بالذات، تحاصر قواته الآن 49 منطقة في سوريا، يقطنها مليون شخص على الأقل، وذلك وفقاً لمجموعة المراقبة الدولية.
أما المنطقتين المؤيدتين لنظام الأسد، واللتين تتم محاصرتهم من قبل مجموعات ثوار مختلفة، لا يبدو أن النظام لديه مشكلة مع الأمم المتحدة في تزويد تلك المناطق بالغذاء، أما المناطق الـ 49 الأخرى والتي يقوم الأسد بفرض حصاره عليها، فإن هدفه هو تجويع أكبر عدد ممكن من الناس حتى يستسلموا بشكل كامل مستخدماً شعار" الجوع او الاستسلام"، ومن الواضح أن هذا الهدف يتطلب استبعاد أي مساعدات كانت، وخاصة المواد الغذائية، وهكذا تبدأ لعبته المألوفة اللاإنسانية.
أولا وقبل كل شيء، يصر النظام على حقه في الموافقة على تسليم تلك المساعدات، متذرعاً بأساس "سيادة الدولة"، وفي هذه الحالة، فإن "السيادة" تعني الحق السيادي والسادي للحكومة بتجويع شعبها في بعض الأحيان، بينما يتم تقديم هذا الإصرار كجزء أساسي من النضال ضد "الإمبريالية"، وفي هذه الحالة، فإن "الإمبريالية" هم أولئك الذين يريدون أن يطعموا الجائعين.
إن المرحلة التالية هي أن النظام سيصرّح بأنه قد يكون مستعداً للسماح بوصول الإمدادات الإغاثية، ولكن فقط إذا حصل على شيء في المقابل: السكوت وعدم الإفصاح عن الجرائم ضد الإنسانية في تلك المناطق، فعندما كان عمر البشير، ديكتاتور السودان، يقوم بإرساء جنوده في دارفور، وحصار الكثيرين من قبل قواته الأمنية وميليشياته بعد عام 2003، سمح لوكالات الإغاثة التخفيف من معاناة المدنيين- ولكن وبشرط ضمني واحد، كان عليهم أن يلزموا الصمت بشأن الفظائع التي سيروها من حولهم، وألا يقوموا بالإبلاغ عن أي شيء بالغ الأهمية لوسائل الإعلام، وعلى وجه العموم، فإن الجمعيات الإغاثية حينها قامت بالامتثال لطلبه ذلك، فقامت بإيصال بعض المساعدات ولكن بصمت كامل عن جرائمه.
وعندما كان حكام سريلانكا السابقون يقصفون آخر معاقل نمور التاميل، مما أسفر عن مقتل أكثر من 40،000 شخص على امتداد صغير من الشاطئ في عام 2009، تم تطبيق القواعد ذاتها، فقد سمح حينها لوكالات المعونة بإجلاء المصابين، ولكن بشرط التزام الصمت حول كل ما رأته.
في سوريا، أعلن "موالي" الأسد "بسخاء" يوم الجمعة، بأنهم سيسمحون بإيصال المساعدات الإغاثية إلى 11 منطقة محاصرة (وليس إلى كل المناطق ال 49 المحاصرة من قبل قواتهم الخاصة) وإن حدث ذلك- الأمر الصعب الاحتمال لأنه لا يتوافق وسياساته، ولكن وإن حدث ذلك فإن النظام سيتأكد كلياً من حصوله على شيء بالمقابل.
كيف يمكن أن تنتهي هذه اللعبة المأساوية؟ الجواب الوحيد هو أن يقوم العالم باستجماع كامل إرادته من أجل إيصال تلك المواد الغذائية عن طريق مد جسر جوي، مع أو من دون إذن النظام، وكما سبق أن صرّح الضابط البريطاني الكبير السابق هاميش دي بريتون غوردون، في إشارة إلى سلاح الجو الملكي البريطاني: "هذه الطائرات التي يتم استخدامها في القصف - يمكنها إسقاط خمس شحنات لأطنان من المياه والمواد الغذائية على حجم ملعب تنس، وأطنان من المساعدات إلى هذه المناطق المحاصرة في سوريا بشكل سريع جداً، وأعتقد أن هذا سيحدث فرقاً."
إن هنالك العديد من المخاطر والصعوبات العملية في القيام بعملية إسقاط المساعدات الإغاثية، ولكن السؤال الأكبر هو: هل يمتلك أي منا الإرادة؟ أو يجب علينا أن نلعب لعبة سياسية ساخرة لا نهاية لها مع تلك الأنظمة التي تجيب حين يتم سؤالها عن شعوبها التي تجوعها - دون أي ذرة إنسانية : بـ "دعهم يأكلون البسكويت"؟

مقالات ذات صلة

"المجلة" تنشر وثيقة أوربية لدعم التعافي المبكر في سوريا

صحيفة أمريكية توثق آلية تهريب نظام الأسد للممنوعات إلى الأردن

رأس النظام يعين فيصل المقداد نائبا له

تقارير تكشف اعتقال نظام الأسد لـ9 من اللاجئين السوريين العائدين من لبنان

مجلس الأمن.. دعوة قطرية لدعم ملف المفقودين في سوريا

تركيا تنفي تحديد موعد ومكان لقاء أردوغان وبشار