بلدي نيوز - (عمر قصي)
أثارت قضية اغتيال القيادي السابق في فصائل المعارضة البارز "أدهم الكراد" (أبو قصي صواريخ) حديث ناشطي وسائل التواصل الاجتماعي كونها نقطة مفصلية في تاريخ الجنوب السوري منذ بداية الثورة السورية.
ومنذ سيطرة النظام السوري على كامل محافظة درعا في شهر تموز عام 2018، بدأت ظاهرة عمليات الاغتيال بالانتشار بكثافة في المنطقة، التي غالبا ما تستهدف قياديين وعناصر سابقين في فصائل المعارضة.
بسط سيطرة إيران والنظام
ويتهم ناشطون معارضون من أبناء الجنوب السوري وقوف الحرس الثوري الإيراني وراء تصفية العناصر السابقين بفصائل المعارضة بهدف إتمام مشروعهم بالسيطرة على كامل الجنوب السوري.
وقال الناشط الإعلامي من أبناء درعا "أحمد المجاريش" لبلدي نيوز، إن اغتيال "أدهم الكراد" كان مدبّرا من فرع الأمن العسكري بالمحافظة والذي يرأسه "لؤي العلي".
وأضاف، أن عملية الاغتيال جاءت بعد اتهام "الكراد" فرع الأمن العسكري في درعا بالوقوف وراء الاغتيالات بحق عناصر سابقين في فصائل المعارضة ومطالبته بنقل "العلي" من المحافظة.
وأوضح "المجاريش" أن "الكراد" غير تابع لأي طراف في النزاع بالجنوب السوري فضلا عن عدم انخراطه بالفيلق الخامس واستمراره في حث الشباب على عدم الانجرار وراء الروس، كما واجه المخطط الإيراني في المنطقة وكشف مخططاتهم على الإعلام.
وأشار إلى أن اغتيال "أبو قصي صواريخ" هو بمثابة رسالة واضحة إلى من سيقف في وجهة استخبارات النظام السوري بأن مصيره القتل بالإضافة لتحذير لكل قيادي في فصائل المعارضة يطالب بتنفيذ بنود اتفاق التسوية عام 2018 أو حتى المطالبة بالمعتقلين.
دور روسيا بمقتل "الكراد"
بدوره أكد الناشط الإعلامي "عمر البلخي" أن الروس شريك أساسي في عمليات الاغتيال الحاصلة في محافظة درعا والتي كان آخرها "أدهم الكراد" عبر تجاهلهم للأوضاع وعدم تدخلهم.
وأضاف "البلخي" لبلدي نيوز، أن الهدف الأول من اغتيال "الكراد" هو إخضاع درعا وإنهاء دعوات تجدد المظاهرات ضد نظام الأسد أو الحراك المسلح عبر تصفية الداعيين لها كالقياديين السابقين في فصائل المعارضة.
وشدد على أن الروس يظهرون أنفسهم في درعا على أنهم يأخذون دور الحياد مما يجري في المنطقة من اغتيالات إلا أنهم مع فكرة اغتيال كل من له نفس ثوري يطالب بإسقاط النظام.
أراء عسكرية
من جهته أكد المحلل العسكري العقيد "أحمد حمادة" لبلدي نيوز، أن النظام السوري لن يسامح من وقف ضده حتى لو أجرى التسوية الأمنية، حيث أنه سبق وأن اعتقل عدد من الضباط المصالحين وتمت تصفيتهم في معتقلاته.
وأشار إلى أن "الكراد" يعتبر الرجل الأقوى في درعا وذلك عبر تهديداته المستمرة للنظام لذلك جرى تصفيته.
وتوقع "حمادة"، زيادة الهجمات ضد استخبارات النظام وميليشيات إيران وروسيا خلال الفترة القادمة ردا على مقتل "الكراد"، لافتا إلى أن "اغتيال الحجم سيكون له ارتدادات في الجنوب".
"أدهم الكراد"
وشغل "أدهم الكراد" كتيبة "الهندسة والصواريخ" وكان أحد قادة "غرفة عمليات "البنيان المرصوص" في الجبهة الجنوبية من سوريا أثناء فترة سيطرة فصائل المعارضة على المنطقة.
وسبق أن تعرضت سيارته لتفجير بعبوة ناسفة من قبل مجهولين، دون أن يتعرض للإصابة لعدم وجوده في السيارة في أثناء التفجير.
ولم تتبنَّ أي جهة المسؤولية عن الحادثة حينها، التي وقعت في 12 من أيلول الماضي، واقتصر تعليق "الكراد" على ذكر الخبر على صفحته الشخصية، مستنكرًا وصفه بـ "أحد عرابي المصالحات في درعا" من قبل إحدى الجهات الإعلامية.
وقال "الكراد" في تعليقه، "لست عرابًا للمصالحات ولو كنت كذلك لما استهدفوني، نحن ثوار من مدينة مهد الثورة، خضعنا للتسويات وفق ضغط دولي ولم نتخلَّ عن قضيتنا".
واشتهر القيادي بمقولة "تسقط موسكو وما تسقط درعا" أثناء معارك فصائل المعارضة ضد قوات نظام الأسد في شهر تموز عام 2018.