بلدي نيوز – دمشق (محمد أنس)
نجح المصرف المركزي للنظام في رفع قيمة الليرة السورية أمام العملات الأجنبية وخاصة الدولار، عقب سلسلة من العمليات المالية التي تضمنت مجموعة إجراءات منها ضخ ملايين الدولارات في الأسواق، وإجبار مكاتب الصرافة على شراء ما قيمته مليون دولار أمريكي دون ربح قطعي، وسط تهديدات وعقوبات بمصادرة أموال المخالفين لقرارات الأسد.
التحسن الذي طرأ على الليرة السورية أدى إلى رفع قيمتها قرابة 300 ليرة سورية مقابل الدولار الواحد، ليصبح الدولار الأمريكي الواحد يساوي 350 ليرة، بعد انهيارات كبرى طرأت على الليرة قبل شهر تقريباً، حيث وصل سعر الدولار الأمريكي إلى ما يزيد عن 650 ليرة سورية.
وهللت مواقع نظام الأسد وموالوه لتحسن الليرة السورية، ولكن سرعان ما عادوا لانتقاد سياسة الحكومة، إذ أن الليرة السورية -رغم تحسنها أمام العملات الأجنبية- إلا أنه لم يحدث أي تغير في الأسواق السورية.
حيث بقيت أسعار المواد الغذائية على ما هي عليه من ارتفاعات، وسط رفض التجار في مناطق الأسد تخفيض الأسعار، بحجة الخسارة، فيما أكدت مواقع الأسد التي هللت سابقاً "لتحسن" الليرة السورية أن أسعار المواد الغذائية ما زالت على ما هي عليه قبل ارتفاع الليرة.
وقال "علي أبو ريان" من دمشق، بأنه توجه صباح اليوم "الأربعاء" إلى أحد مكاتب الصرافة لاستلام حوالة مالية بقيمة 400 دولار أمريكي، فسلمه المكتب الحوالة بالدولار الأمريكي -وليس بالليرة السورية كما جرت العادة- وفق القوانين التي فرضها الأسد من قبل، مؤكداً بأن عدة مكاتب رفضت حتى تصريف العملة الأجنبية التي بحوزته، بسبب تحسن الليرة أمام الدولار!.
وقال "أبو ريان" بأن غالبية المكاتب المتعاملة بالأموال في دمشق ترفض تصريف أو استلام الدولار، وإن كافة المعاملات تكون بالليرة فقط، مؤكداً بأنهم مستعدون لأخذ أي مبلغ بالليرة السورية، دون أن يستلموا أي دولار أمريكي واحد، الأمر الذي اعتبره بعض المواطنين حيلة من النظام لتخفيض سعر الدولار، بتخفيض الطلب عليها "ظاهرياً".
وفي المناطق المحررة، أكدت مصادر ميدانية عدة بأن الأسعار وخاصة المواد الغذائية ما زالت على حالها -رغم ارتفاع الليرة السورية- حيث ما زال التجار يبيعون بالأسعار السابقة، دون الاكتراث بتغير قيمة الليرة أمام العملات الأجنبية.