بلدي نيوز – خاص
يوماً بعد يوم يزداد حضور اسم "قوات سوريا الديمقراطية" و "وحدات حماية الشعب والمرأة" الكردية، حتى إن القوة الكردية تم إظهارها على أنها الطرف "السوري" الأقوى أو الأوحد في مكافحة "الإرهاب"، من خلال زجها في "معركة تحرير الرقة"، كما أعلنت الولايات المتحدة صراحة تبنيها لهذه الجماعات على الرغم من الخطر المحيق بعلاقة تركيا وأمريكا جراء ذلك. وتشكل ميليشيا "وحدات حماية الشعب والمرأة" الكردية عماد ما يسمى "قوات سوريا الديموقراطية"، الذي اعتمده الغرب في الحرب ضد تنظيم "الدولة".
نشأة الوحدات
صرح قائد عسكري ميداني من الجيش الحر - رفض الكشف عن اسمه- لشبكة بلدي نيوز "بلغ عدد عناصر وحدات الشعب الكردية إبان سيطرة التنظيم على عين العرب، نحو 300 عنصر فقط، مسلحين بأسلحة فردية وخفيفة".
وتابع المصدر "كانوا مرفوضين وشعبيتهم لا تتجاوز 10 %، لكن أميركا أرادت أن تصنع منهم قوة، وبدأت بأولى خطواتها عندما هددت فصائل الثوار بقطع الدعم عنها في حال لم يشاركوا في معركة عين العرب".
وأكد القائد بأن الولايات المتحدة وجدت في "وحدات حماية الشعب" العميل المناسب لها، فعملت على تحويله من حزب مدرج على قائمة الإرهاب إلى قوة علمانية تتصدى وحدها "لإرهاب" تنظيم "الدولة"، وأكسبتهم مظلومية تشبه إلى حد كبير مظلومية اليهود مع النازية.
تضخيم إعلامي
لا يعرف تحديداً عدد العناصر في الوحدات الكردية، لكن بعض المصادر تتحدث عن عدة عشرات من الآلاف، وترفعها بعض المصادر إلى ما يقارب "70 ألف" عنصر (بناء على ويكيبيديا) بعد أن كانوا 300 عنصر وذلك في أقل من ثلاثة أعوام.
وبينت التقارير والشهادات التي استطاعت بلدي نيوز الوصول إليها ومقاطعتها، أن سبب التضخيم في تعداد عناصر وحدات حماية الشعب الكردية هو أنها تعتمد على تجنيد الأطفال والقاصرين والقاصرات (تحت 18 عاماً) ضمن صفوفها وزجهم في المعارك.
كما عمدت إلى سن قانون الخدمة الإلزامية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وأصبحت تلاحق الشبان والشابات، لإرغامهم على الالتحاق بالخدمة الإلزامية بشكل مشابه لنظام الأسد.
ولتلميع صورتها عالمياً عمدت الولايات المتحدة الأميركية لإظهار الوحدات الكردية كونها المتصدي الأول "لإرهاب" تنظيم "الدولة"، وروجت أن لها شعبيتها الكبيرة، وأنها تمثل طرفاً "علمانياً" في سوريا يمكن الاعتماد عليه، وبدأت بتقديم الدعم المادي والعسكري لها إضافة للدعم الذي تقدمه روسيا.
اختطاف القاصرات
تنقسم "وحدات حماية الشعب" الكردية إلى قسمين، وحدات حماية الشعب YPK وهي وحدات عسكرية يخدم فيها الذكور، وYPJ وهي الوحدات العسكرية التي تخدم فيها الإناث.
وتتكون وحدات حماية الشعب والمرأة "الياباجا"، من الفتيات والقاصرات الكرديات اللواتي اختطفت بعضهن وأجبرن على الانضمام إلى الوحدات.
إحدى الفتيات التي استطاع الناشطون توثيق حالتها، كانت "نورمان خليفة" 13 عاماً من مدينة الحسكة شمال سوريا، أدلت بشهادتها بعدما وصلت إلى أوروبا.
وتذكر نورمان في شهادتها أنها في عام 2013 وقبل أن تنهي الصف الثالث الإعدادي، اقتيدت إلى ديريك (المالكية) من ثم "ملا ميرزي"، حيث يوجد معسكر تدريب عسكري سري"، وتقول الطفلة "كانت معلمات المدرسة يشجعن الطالبات على حضور اجتماعات الوحدات العسكرية الذي كنّ عضوات فيه".
وتابعت الطفلة "قررت حضور أحد الاجتماعات بعد أن أثارت المعلمات فضولي، لكني وجدت نفسي في سيارة مقفلة، حاولت الصراخ فمنعوني وضربني أحدهم بالبندقية على رأسي فأغمي علي".
حينما تختطف إحداهن من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) فإنها تؤخذ إلى معسكر التدريب العسكري التابع لحزب الاتحاد الديمقراطي في كوردستان العراق، وهناك يتم تدريبها لتصبح مقاتلة (غريلا)، وهو اللفظ الذي يطلق على مجموعات حزب العمال الكردستاني التي تقاتل بأسلوب حرب العصابات.
حاولت نورمان الهرب مرتين، لكنها لم تنجح، وروت نورمان كيف أخافوها وصديقاتها من عواقب الهروب "لقد جمعونا وكنا 140 شخصا بيننا 16 طفلة في الساحة لنشاهد إعدام إحدى الفتيات اللاتي حاولن الهرب".
وتابعت "لقد حاولت هذه الفتاة التي كان اسمها الحزبي بريتان تولهيلدان من عفرين الهرب 8 مرات، وفي كل مرة كانوا يمسكون بها وضعوها على مسرح ثم قالوا لها رصاصة PPK هذه أغلى منك، أعدموها ثم رموا جثتها في النهر"
وكشفت نورمان أنه كان في معسكر التدريب أكثر من 50 طفلة تحت سن 18 تعشن حياة بالغة القساوة.
وأوضحت أنها تعلمت وهي طفلة بعمر 13 عاماً التعامل مع السلاح، وكانت تلزم بنوبة حراسة يومية.
هربت نورمان وصديقتها من معسكر التدريب، وكان عليهما قطع مسافة 10 كم مشياً على الأقدام، قبل أن يُقبض عليها مرة ثانية لتتمكن بعدها من الهروب.
أخيراً وصلت نورمان إلى إحدى بلدان أوروبا، كما أخبرنا ناشطون كرد رفضوا نشر أسمائهم لدواع أمنية، و هناك أدلت بشهادتها بعد أن شعرت بالأمان.