بلدي نيوز - إدلب (محمد وليد جبس)
وجدت بعض ربات الأسر المهجرة قسراً إلى مخيمات وقرى ريف إدلب الشمالي، فرصة مع اقتراب موعد عيد الاضحى المبارك، لتوفير مصدر دخل إضافي يساعدهن في إعالة عائلتهن.
"أم علي" هي ربة أحد هذه الأسر المهجرة، فرت مع أطفالها الخمسة بأرواحهم من قريتها الواقعة في ريف إدلب الجنوبي، هربا من النظام وروسيا، وهي أحد السيدات اللواتي يعملن على إعداد حلويات العيد لبيعها بغرض مساعدة عائلتهن.
تقول "أم علي" في حديث لها لبلدي نيوز، إنها مسؤولة عن تربية خمسة أطفال أكبرهم بعمر 17 عاما، منذ أن استشهد زوجها بقصف جوي استهدف مدينة معرة النعمان قبل ثلاث سنوات.
ورغم صعوبة الوضع المعيشي لعائلة "أم علي" التي تعيش في خيمة قرب الحدود السورية التركية، قررت الاحتفال بالعيد بأبسط الطرق المتوفرة من خلال صناعة الحلويات المنزلية، داخل الخيمة، وبيع قسم منها بقصد توفير دخل إضافي للعائلة.
وتتابع بحديثها لبلدي نيوز، أنها حاولت شراء ملابس العيد ولكنها فشلت بسبب غلاء الملابس وضعف وضع الأسرة المعيشي، لذلك قررت قبل أكثر من أسبوع من العيد بالتعاون من نساء أخريات صناعة حلويات العيد (معمول وكعك) داخل خيمهم، بقصد إسعاد عائلتهن وبيع القسم الآخر في السوق لتوفير مال يمكنهن من إعالة عائلتهن.
إصرار "أم علي" توج بتدخل "فاعل خير" قدم للعائلة مساعدة مالية، تمكنت إثرها من اصطحاب أطفالها إلى السوق قبل حلول العيد بيوم واحد، وشراء ملابس جديدة للعيد ما رسم البهجة والفرح على وجوه الأطفال الخمسة وأمهم.
حال الأسرة هو حال آلاف الأسر في الشمال السوري، خاصة من العائلات التي هجرت إلى مخيمات عشوائية على الحدود التركية، فالأسر تناضل لتوفير قدر بسيط من أسباب الحياة وتسعى لتأمين بعض البهجة للأطفال الذين طالما كانوا الضحايا الأضعف في الحرب.
ولذلك طالبت "أم علي" المنظمات الإنسانية والجمعيات الأخيرة بالتدخل، لمساعدة الأسر الأشد فقرا وكفالة الأيتام في المخيمات.
وأعربت نهاية عن أملها بالعودة إلى منزلها في معرة النعمان، هي وكل العائلات المهجرة، للخلاص من مرارة العيش في المخيمات.