بلدي نيوز – (أيمن محمد)
عرضت موسكو قبل أيام، عبر وزير دفاعها سيرغي شويغو، على الولايات المتحدة والتحالف الدولي بقيادة واشنطن، شن غارات جوية مشتركة ضد من أسماهم بالمجموعات الإرهابية في سوريا، اعتباراً من 25 أيار الحالي، وخصوصاً "جبهة النصرة" في سوريا الأمر الذي رفضته واشنطن، حسب ما صرح به المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، جيف ديفيس..
كما رفضت الولايات المتحدة الأمريكية طلبا تقدمت به روسيا إلى مجلس الأمن الدولي، ينص على وضع حركة أحرار الشام الإسلامية وجيش الإسلام على لائحة الإرهاب، وبالتالي فرض عقوبات على الفصيلين وإخراجهما من الهدنة المتفق عليها مع موسكو.
وكان المندوب الروسي لدى مجلس الأمن، فيتالي تشوركين، تقدم الثلاثاء 26 نيسان الماضي، بطلب إلى لجنة العقوبات الخاصة بـ"تنظيم القاعدة"، لإدراج الفصيلين في قائمة الأمم المتحدة للمنظمات الإرهابية، وذلك على غرار "تنظيم الدولة وجبهة النصرة".
وبالتزامن مع وصول الطائرات الروسية إلى قاعدة حميميم العسكرية، حسبما أكدت مصادر إعلامية مقربة من نظام الأسد، والتي قالت إن موسكو أعادت خلال اليومين الماضيين أسرابا من طائرات "سو 24" إلى القاعدة الروسية في الساحل، تمهيداً لما وصفته المصادر الموالية بمرحلة جديدة في سورية ستبدأها روسيا والتي تستكمل بها أهدافها السابقة بالتعاون مع نظام الأسد.
وقالت المصادر الموالية "ملامح المرحلة المقبلة سترسم بالنار، ولوائح التنظيمات الإرهابية ستحددها الغارات المتوقعة قريبا جداً من قبل حكومة دمشق وحلفائها الروس، وكل من سيقصف سيكون إرهابيا، ومن يلتزم منها المصالحة سينظر في أمره"، على حد وصفها.
وبالتزامن مع دعوات موسكو ورفض واشنطن قصف فصائل المعارضة السورية المسلحة، هزت سبع انفجارات متزامنة مدينتي طرطوس وجبلة الساحليتين، الأمر الذي يثير شكوكا حول الفاعل الحقيقي والهدف من هذه التفجيرات التي أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، وتوقيتها والأماكن التي تم استهدافها في قلب مناطق النظام التي يصعب الوصول إليها واختراقها.
ويرى محللون أن التفجيرات التي تستهدف مناطق النظام المحصنة تثير أسئلة كثيرة، فهي تعيد إلى الذهن بداية اندلاع الثورة السورية، عندما كان النظام يفتعل تفجيرات ويستغلها إعلاميا بهدف تشويه الحراك السلمي، وتوجيه رسالة للعالم أنه مستهدف من "الإرهاب"، وكعادته، تبنى تنظيم "الدولة" التفجيرات في بيان نشرته وكالة أعماق المقربة منه.
وتثير هذه التفجيرات تساؤلات عند موالي النظام، كونها ضربت مناطق محصنة بعشرات الحواجز، وتبعد مئات الكيلومترات عن مناطق سيطرة التنظيم.
ويتساءل موالو النظام عن الطريقة التي تدخل بها السيارات المفخخة إلى أحيائهم، ومرورها بعشرات الحواجز المزودة بأجهزة كشف المتفجرات دون اكتشاف أمرها.
في الوقت الذي يتهم نشطاء معارضون مخابرات الأسد بافتعال هذه التفجيرات، بهدف تحقيق مكاسب سياسية على المستوى الدولي، وكذلك مكاسب عسكرية على الأرض كون أن موسكو وطهران والنظام يعدون لهجوم واسع على المناطق المحررة بحلب وحصار المدينة، وشن هجوم واسع على الغوطتين الشرقية والغربية.
ويعتقدون أن هناك توافقا بين نظام الأسد وتنظيم الدولة فيما يتعلق بتبني التنظيم لكل التفجيرات التي تحدث في مناطق سيطرة النظام، لكي يبرهن تنظيم الدولة لعناصره أنه يحارب النظام والاستمرار بخداعهم.
ويرى محللون أن النظام وروسيا سيستغلان هذه التفجيرات لتبرير عمليات قصفهم للمناطق السورية المحررة، بحجة محاربة "الإرهاب"، تلك الذريعة التي دأب النظام وموسكو على استخدامها لممارسة القتل ضد كل سوري مطالب بنيل حريته وكرامته وإسقاط نظام قتل قرابة 500 ألف سوري على مدار خمس سنوات.