بلدي نيوز – حمص (صالح الضحيك)
عند انطلاق الثورة السورية، شاركت كل أطياف المجتمع.. من الطبيب إلى المهندس والعمال، "سليمان" أحد طلاب الجامعة في السنة الرابعة، كان أحد المشاركين في المظاهرات السلمية، اضطر سليمان لترك جامعته بعد مضايقات عدة له من قبل الموالين للنظام في جامعته، يقول سليمان "كنت في السنة الأخيرة على أبواب التخرج، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فبعد مشاركتي بالمظاهرات، والنشاطات الثورية، بدأت تأتيني تهديدات من زملاء لي في الجامعة، من الموالين للنظام لأوقف هذه النشاطات، فاضطررت لترك مقاعد الدراسة خوفاً على نفسي من الاعتقال، واتجهت للعمل الثوري".
ويضيف: "كنت متظاهراً مثل بقية الشعب، وعند بدأت النشاطات الإغاثية، عملت بها وكنت أشرف على توزيع المعونات لذوي الشهداء في مدينتي "تلبيسة" بريف حمص، وعند تطور الأحداث وتحول الثورة السورية من ثورة سلمية إلى ثورة مسلحة، عملت في مجال الإعلام الثوري، وتصوير المعارك بين الثوار وقوات النظام".
وعن تحوله إلى العمل العسكري يقول "سليمان" لبلدي نيوز: "بسبب مرافقتي للثوار بالمعارك بدأت أتعلم على مدافع الهاون، وانضممت لدورة تدريبية، تعلمت من خلالها الرمي على مدافع الهاون، بأخذ السمت، وضبط اتجاه المدفع، وقياس مسافة الهدف المراد قصفه، وبدأت فعلاً بالعمل في هذا المجال وتركت مجال الإعلام، وبدأت العمل على تطوير نفسي، فأصبح لدي خبرة في صنع المواد المتفجرة بمواد متوفرة لدينا، وصناعة قذائف الهاون تصنيعاً محلياً".
وقد تعرض سليمان للإصابة مرتين في المعارك ضد قوات النظام، "إصابتي الأولى، ما زادتني إلا تمسكاً بهذه الثورة، وعند إصابتي الثانية في غارة للطيران الحربي الروسي، أيقنت تآمر العالم علينا، فجميع قوى الشر تآمرت على شعب مظلوم ملكوم، لم يطلب إلا القليل من الحرية"،وفق سليمان.
الذي يؤكد أنه غير نادم إطلاقاً على ترك جامعته والالتحاق بركب الثورة، لأنها ثورة حق، ثورة شعب مظلوم، وإرادة الشعب لا تقهر.
سليمان، ختم حديثه برسالة وجهها لأصدقائه الخرّيجين الذين لم يلتحقوا بركب الثورة: "الحياة موقف، وسيذكر التاريخ موقفكم من ثورة شعب سينتصر بإذن الله بأنكم فضلتم مأربكم الشخصية عن مصلحة وطن بأكمله".