بلدي نيوز - حلب (عمر الشمالي)
تستمر الاشتباكات بين فصائل الثوار من جهة، وتنظيم "الدولة" من جهة ثانية، على عدة جبهات بريف حلب الشمالي، فبعد تقدم الثوار قبل قرابة شهرين وسيطرتهم على بلدة الراعي الاستراتيجية، ودحر تنظيم "الدولة" من عشرات القرى، أعاد التنظيم الهجوم واستعاد كافة المناطق التي خسرها، وبات يهدد مدينة اعزاز وبلدة مارع.
استمرت معارك الكرّ والفرّ بين الطرفين، فما إن يحرر الثوار قرية حتى يستعيدها التنظيم بعد أيام، وما إن يتقدم التنظيم على قرية حتى يستعيدها الثوار.
استهداف التنظيم لمدينة كلّس التركية دفع الجيش التركي لاستهداف معاقل التنظيم على الشريط الحدودي مع سوريا، الأمر الذي تستفيد منه فصائل الثوار لشن هجوم واسع على التنظيم في القرى التي تنطلق منها قذائف التنظيم اتجاه مدينة كلس.
وكان الثوار استعادوا السيطرة على قرى "جازر، ويحمول، والفيرزية، وتل حسين" بريف حلب الشمالي، أمس الاحد، من سيطرة تنظيم "الدولة" بعد اشتباكات أسفرت عن أسر عنصرين من التنظيم، فيما تندلع اشتباكات على عدة محاور من قرى (تلالين، كفرة، براغيدة، كفر غان، دوديان).
يقول القائد العسكري لفرقة السلطان مراد العقيد أحمد عثمان، "إننا على يقين تام بانتصارنا على نظام الأسد، وميليشيات سوريا الديمقراطية، وتنظيم "الدولة" في ريف حلب.
وأوضح القيادي العسكري، أن الأولوية الآن بالنسبة لهم مقاتلة تنظيم "الدولة" الذي يقوم بإرسال تعزيزات عسكرية لريف حلب الشمالي، كما أن التنظيم يستشرس في القتال على الجبهات ضد الثوار عكس تلك الجبهات ضد النظام ما يعني يحتم على الثوار ضرورة طرده من المنطقة.
وتابع القيادي "ما إن يحرر الثوار منطقة من تنظيم "الدولة" حتى يبدأ بإرسال المفخخات إليها، وهذه الأمر لا نراه يحصل على جبهات التنظيم ضد النظام".
وأكد القيادي العسكري، أن جميع فصائل الثوار بالريف الحلبي الشمالي أخذت قرارا استراتيجيا بمحاربة تنظيم "الدولة" وليس لواء السلطان مراد وحده الذي تبنى هذه الخيار الاستراتيجي الذي يقضي بطرد التنظيم من شمال حلب, مشددا إن هذ لا يعني ترك الجبهات الأخرى مع النظام وميلشيات سوريا الديمقراطية بل "إننا سوف نقاتل على ثلاث جبهات إذا فرض علينا ذلك".
وكان أعلن مساعد وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن، أنه تم التوصل إلى اتفاق تركي-أمريكي، لتطهير المنطقة الحدودية الممتدة بين منبج ومارع بريف حلب من وجود تنظيم "الدولة".
وقال بلينكن، إن تركيا والولايات المتحدة ستعملان معاً لتطهير الشريط الحدودي من الجانب السوري من وجود تنظيم "الدولة".
وأضاف "وكما تعلمون فإن أحد أكبر الإنجازات التي تم تحقيقها العام الماضي في هذا المجال تتمثل في إبعاد داعش عن الحدود حتى نهر الفرات بنسبة 90%، إلا أن هناك منطقة مفتوحة تخضع لسيطرة داعش في منبج، ويقوم التنظيم من خلالها بتأمين مرور المقاتلين الأجانب، وبشن هجمات على تركيا وأوروبا والولايات المتحدة".
وكشف بلينكن عن عزم الولايات المتحدة وتركيا على تقديم الدعم للقوات المحلية في هذه المناطق، لطرد التنظيم من المنطقة بين منبج ومارع.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عبرّ، عن استعداد بلاده لتطهير الجانب السوري من الحدود من وجود تنظيم "الدولة"، خاصة مع تكرار تعرض المدن الحدودية التركية إلى هجمات من تنظيم "الدولة".
وأشار أردوغان إلى بدء إجراء التحضيرات اللازمة لتطهير الجانب السوري من الحدود، بسبب المشاكل التي تشهدها ولاية كلّس (في إشارة إلى سقوط قذائف صاروخية عليها)، دون أن يوضخ طبيعة التحضيرات، كما أشار إلى احتمال اتخاذ تركيا للإجراءات اللازمة لحماية حدودها بشكل منفرد إن لزم الأمر.
وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قال في نيسان/أبريل الماضي "إنه بدلاً من دخول الجيش التركي للأراضي السورية، من الممكن نقل قوات تابعة للجيش السوري الحر، من مناطق شمال غربي البلاد التي توقفت فيها الاشتباكات إلى أخرى خاضعة لسيطرة داعش".
كما عزز الجيش التركي وجوده العسكري في ولاية كلّس التركية الجنوبية المتاخمة لمحافظة حلب، في نيسان الماضي، حيث أرسل عدداً من العربات المصفحة والدبابات إلى المنطقة المقابلة لسيطرة تنظيم "الدولة" في الجانب السوري.