بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
توقعت صحفٌ موالية حدوث ارتفاع في اﻷسعار، خلال شهر رمضان، وتشير الأرقام على اﻷرض أنّ هناك "تخبطا" في السوق بين التجار، وتخبطا آخر لدور حكومة النظام.
ومع إعادة فتح الأسواق بصورةٍ جزئية لكافة المهن "التجارية" والخدمية، ضمن القرار الذي اتخذته حكومة النظام، قبل يومين، بدأ الناس ينزلون للسوق لشراء بعض المستلزمات، قبل حلول رمضان.
اللباس من الكماليات
يقول "ناصر"، وهو موظف في القطاع العام في دمشق لبلدي نيوز، "عادةً ما نشتري اﻷلبسة للعيد في مثل هذه اﻷيام؛ فالعرف السائد أنها ستحلق في رمضان وتحديدا قبل العيد، لذلك نغتنم هذه اﻷيام، ولكن فقدان مصدر الدخل الثاني، والشلل الذي أصاب البلاد بسبب كورونا، وطريقة النظام في التعامل معها، دفعنا للتفكير ألف مرة قبل الشروع في شراء ما بات كماليا، واﻻستعاضة عن اللباس للأطفال بإطعامهم في رمضان".
وأضاف، "رمضان هذا العام سيحمل نكهة "جافة"، مليئة بالحزن".
تجار معرضون للخسارة
وقال "ماهر"، وهو صاحب محل ألبسة في سوق الحريقة، إنّ "السوق يشهد هزاتٍ في اﻷسعار، والتاجر معرض للخسارة في هذا الموسم".
وأضاف؛ "ما فعله كورونا أشبه بالحصار، بل يمكن القول أنه شل حركة البيع والشراء، فالناس تفضل الضروريات حتى باتت معظم أساسياتهم من الكماليات، وهذا يعني خسارة التجار الصناعيين هذا الموسم".
رقم صادم
ووفقا لتقارير محلية؛ بلغ الفارق بين اﻷسعار اليوم مقارنة بموسم الشتاء، ارتفاعا بمقدار 3 آلاف إلى 5 آلاف ليرة سورية للقطعة الواحدة، بالنسبة للألبسة واﻷحذية.
ويقول "مجدي"، وهو صاحب محل أحذية في دمشق؛ "لا يشك عاقل في أنّ السوق يواجه تخبطا في اﻷسعار، وعدم استقرار".
وذكر؛ "نتوقع حالة ركود في عمليات البيع والشراء لهذا الموسم، حتى وإن تم فتح السوق بشكل كلي، فالمشكلة تكمن في أنّ الناس تعيش على الديون، وتفاضل في حاجياتها".
وبحسب موقع "أخبار سوريا اﻻقتصادية"؛ ارتفعت أسعار أحذية الأطفال، مسجلة رقما صادما، من 8000 ليرة سورية إلى 11000 ألف ليرة سورية.
بينما يؤكد "مجدي" أنّ أسعار اﻷحذية خاضعة أساسا لنوعيتها وجودتها ومصدرها، وهذا ينطبق أيضا على اﻷلبسة.
الحكومة
يشار إلى أنّ حكومة النظام رضخت ﻷصوات التجار الذين طالبوا بفتح السوق، إﻻ أنها عمدت إلى فتحه جزئيا، وبطريقة التناوب وبمعدل يومين لأغلب المهن وضمن فترة محددة.
وذكرت تقارير موالية، أن أسواق العاصمة السورية دمشق، شهدت ازدحاما غير مسبوق، كنتيجة طبيعية للتقيد بالوقت والموعد المحدد لكل مهنة.
وحددت الحكومة موعدا ﻻفتتاح أسواق الألبسة والأحذية، يومي الأثنين والأربعاء.
يشار إلى أنّ تقريرا لصحيفة "قاسيون"، كشفت أنّ تكاليف المعيشة (من الحاجات الأساسية) في دمشق، سجلت رقما قياسيا جديدا خلال الربع الأول من العام الجاري، إذ بلغت بشكل وسطي 430 ألف ليرة سورية شهريا، للأسرة المكونة من 5 أشخاص.
وبحسب الصحيفة في تقريرها الربعي؛ فإن تكاليف المعيشة خلال الربع الأول كسرت الرقم القياسي السابق المسجل خلال الربع الأخير من ٢٠١٩، حين بلغ ٣٨٥٠٠٠ ألف ليرة شهريا، أي أن الزيادة قاربت ٤٥ ألف ليرة.
وبحسب "المكتب المركزي للإحصاء" التابع للنظام؛ فإن احتياج الأسرة شهريا يبلغ ٣٢٨٠٠٠ ألف ليرة، وفقا لدراسة أجراها لتحديد متوسط الإنفاق المطلوب للأسرة السورية في ٢٠١٨، بالوقت الذي تتراوح به الرواتب وسطيا ما بين ٥٠ –٨٠ألف ليرة بين القطاعين العام والخاص.