بلدي نيوز - إدلب (محمد وليد جبس)
أجلت هيئة تحرير الشام، اليوم السبت، فتح معبر تجاري بين المناطق المحررة ومناطق سيطرة قوات النظام بين مدينتي سرمين وسراقب بريف إدلب الشرقي، بعد حالة من الغليان الشعبي ضد قرار فتح المعبر في المناطق المحررة.
وقال مدير مكتب العلاقات العامة في هيئة تحرير الشام "تقي الدين عمر" في توضيح صحفي اليوم "يقطن في إدلب وريفها قرابة خمسة مليون مدني، وهذه الكتلة السكانية لا تعيش في جزيرة منقطعة عن سبل الحياة واحتياجاتها، وقد تراجعت الحركة التجارية بعد الحملة العسكرية الأخيرة على المناطق المحررة، وفقد عشرات الآلاف من الناس أعمالهم وأرزاقهم وأراضيهم".
ولفت "تقي الدين" إلى أن العديد من التجار طلبوا إعادة فتح المعبر التجاري بين المناطق المحررة ومناطق سيطرة النظام عبر منطقة سرمين-سراقب بريف إدلب الشرقي، وكان ما سبق عاملا ملحا لدراسة هذه الاعتبارات والتعامل معها إلا أن أصل الثورة هي المفاصلة الكاملة مع النظام المجرم وعدم مناقشة ذلك إلا في حالات الإكراه وما ألجأت إليه الضرورة في ذلك ومنوط ذلك اجتهادي بعيدا عن القطعية في الأحكام في أمور التبادل التجاري بما تعود منفعته على المناطق المحررة، حسب قوله.
وأضاف "نثمن ونقدر العاطفة والمواقف الثورية في رفض فتح المعبر انطلاقا من حقيقة الصراع مع هذا النظام المجرم وأن الطريقة المثلى هي بتحرير المناطق المحتلة وإعادتها إلى ازدهارها ونموها الاقتصادي تحت سقف الثورة وعزها".
وأردف تقي الدين "نطالب النشطاء والمدنيين الذين أعلنوا عن رفضهم لفتح معبر تجاري بين المناطق المحررة ومناطق سيطرة قوات النظام أخذ موقف مماثل برفض الدوريات المشتركة والتي تفضي إلى إدخال المحتل الروسي إلى المناطق المحررة سلما دون حرب، وهذه الصورة الثانية أشنع، ففي الأولى المصلحة المتبادلة وفي الثانية الذل الخالص على حد تعبيره".
وأكدت مصادر خاصة لبلدي نيوز أن هيئة تحرير الشام عملت على تأجيل فتح المعبر وليس إلغائه بغية امتصاص الغضب الشعبي والتوتر الذي حصل بين نشطاء ومدنيين والفعاليات المدنية والشرعية والطبية عقب توارد الانباء عن افتتاح معبر تجاري بين هيئة تحرير الشام وقوات النظام بين مدينتي سرمين وسراقب بريف إدلب الشرقي.
وشهدت صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي منذ يوم أمس حالة من الغضب الشعبي بين نشطاء الحراك الشعبي والفعاليات المدنية والاجتماعية والهيئات الطبية والثقافية والقضائية والشرعية جميعها تدين وترفض فتح أي معبر تجاري بين المناطق المحررة ومناطق سيطرة قوات النظام لما فيه مخاطر على المناطق المحررة ومنفعة اقتصادية لنظام الأسد.