بلدي نيوز | دمشق – (فراس العلي)
هدمت قوات النظام، عنوة، اليوم الجمعة، عشرات المنازل في منطقة بساتين المزّة القريبة من السفارة الإيرانية بدمشق.
وتجمّع قرابة 1200 مدني من أهالي المنطقة، للوقوف بوجه آليات الهدم المدعومة بقوات النظام بينهم ضباط ومحافظ المدينة، حسب ما ذكرت تنسيقية المزة.
وأضافت "منعت قوات الأمن بالقوّة أيّ مدني من الاقتراب من المباني المقرر هدمها، وفرضت طوقاً أمنيّاً حول المنطقة".
وبعد الانتهاء من عمليات الهدم، توّعدت قوات الأمن الأهالي بالعودة لمتابعة هدم منازل أخرى في الأيّام القادمة.
وأكدت مصادر أنه لم يتم تعويض الأهالي بأيّ مبلغ أو منازل بديلة، في وقت يتابع المشروع التنظيمي المزعوم تهجير وتشريد أكثر من 12000 عائلة من سكّان المزّة بحجّة تنظيم المنطقة.
دور إيران
وتستمر إيران في عملية التغيير الديموغرافي في المنطقة المحيطة بالسفارة الإيرانية على أوتستراد المزة بدمشق، وكذلك يستمر نظام الأسد بشرعنة هذا الاحتلال عبر قرارات تجبر المواطنين في المناطق الواقعة جنوب شرقي المزة وبساتين خلف مشفى الرازي على إخلاء منازلهم، بذريعة تنظيم المنطقة وفتح بعض الطرقات والمنافذ المرورية، والعمل مستقبلاً على المناطق المحيطة بالمتحلق الجنوبي بذريعة "العمران".
وتتزامن هذه الخطوات مع تمدد المستوطنات الإيرانية من ريف دمشق باتجاه العاصمة من جهة الجنوب، بعد أن بدأ مرتزقة إيران والعراق ولبنان باستيطان المناطق المحيطة بالسيدة زينب، بذريعة إقامة منطقة "عازلة وآمنة" لـ"تأمين" مقام السيدة زينب، وفق خطة كاملة أطلقوا عليها "الحزام الأخضر"، حيث بدأوا بتفخيخ وتفجير ونسف المنازل في بلدة الذيابية، وطرد سكانها وأهلها من اللاجئين الفلسطينيين، والنازحين من الجولان.
ويرى محللون أن الهدف من خطط هدم وإعادة إعمار مناطق معينة في سوريا هو معاقبة الجماعات الأهلية التي تدعم الثورة والثوار، كما تهدف كذلك إلى تطهير هذه المناطق من جميع "العناصر غير المرغوب بها"، ومنعهم من العودة إلى منازلهم في المستقبل، واستبدالهم بعلويين سوريين وأجانب من أصول شيعية يدعمون النظام".
يقول أحد الباحثين: "سياسة التطهير الطائفي الصامت هذه تؤدي شيئاً فشيئاً إلى تغيير التركيبة الديموغرافية لهذه المناطق من سوريا".