بلدي نيوز - (عمر يوسف)
تباينت ردود الفعل على المستوى الرسمي والشعبي بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا الذي أعلن، اليوم الخميس، عقب اجتماع استمر أكثر من 6 ساعات بين الرئيسين التركي والروسي، وجاءت الردود بين مرحب بالاتفاق واعتباره نصرا سياسيا وعسكريا، بينما يراه البعض أشبه بالتنازل التركي لصالح الروس على حساب الشعب السوري.
ونص الاتفاق على وقف إطلاق النار في شمال سوريا بدءًا من الساعة 00:00، فجر الغد الجمعة 6 من آذار، على خط التماس الذي تم إنشاؤه وفقا لمناطق خفض التصعيد، وإنشاء "ممر آمن" بطول 6 كيلومترات إلى الشمال وجنوب الطريق M4 في سوريا.
كما تم الاتفاق على تسيير دوريات تركية وروسية، ستنطلق في 15 من الشهر الحالي، على امتداد طريق حلب اللاذقية (M4) بين منطقتي ترنبة غرب سراقب، وعين الحور بريف إدلب الغربي.
الإعلامي السوري "فيصل القاسم" غرد قائلا: "بعد اتفاق بوتين أردوغان، نتوقع احتمالين في الأيام القادمة: أن يستعيد الروس وأتباعهم مناطق كثيرة في إدلب بالإضافة إلى المناطق التي استعادوها قبل الاتفاق، أو أن يستعيد الاتراك وقوى المعارضة المناطق السابقة وربما يوسعون مناطق سيطرتهم ويوقفون تقدم الروس، لا ضمانة بالنسبة للطرفين".
في حين وصفت المعارضة السورية "مرح البقاعي" الاتفاق حول إدلب وشمال سوريا عموماً بأنه "أشبه بتوليفة سياسية من بنود سوتشي مضافاً إليها نسخة محدّثة من اتفاقية أضنة"، وفق تغريدة لها على تويتر.
فيما اعتبر الكاتب والباحث "أحمد أبازيد" أن الاتفاق هو "تنازل تركي كبير عن الأهداف المعلنة قبل اللقاء، وهي العودة إلى حدود النقاط التركية وحدود إدلب ما قبل نيسان 2019".
ويرى أبازيد في تغريدته أنه "اتفاق عام على وقف إطلاق النار يتضمن ثغرة محاربة التنظيمات الإرهابية، وتختلف تأويلاته ما بين الطرفين ما يعني قابليته للخرق قبل بدايته".
بالمقابل، وصف الصحفي التركي "حمزة تكين" اتفاق اليوم بـ "هش ولن يصمد وهو بالحقيقة ليس اتفاقا، بل حماية للمصالح المشتركة التركية الروسية كي لا تتأثر سلبا بما سيحصل في إدلب".
ورأى تكين في مقابلة مع قناة الجزيرة أن "تركيا ستعود لعملية درع الربيع عند أول خرق لوقف إطلاق النار".
وأشار تكين إلى أن الاتفاق أغفل أهم نقطتين: انسحاب النظام السوري ومصير نقاط المراقبة التركية.
يشار إلى أن الرئيس التركي أردوغان أعلن في أكثر من كلمة له بأن تركيا مصرة تراجع قوات النظام إلى خلف نقاط المراقبة التركية، والانسحاب من المناطق التي سيطرت عليها، فيما لم يتطرق الاتفاق لمصير النقاط التركية التي يحاصرها النظام السوري بعد تقدمه في المنطقة.