بلدي نيوز
تطرقت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها، اليوم الجمعة، للوضع الإنساني والعسكري شمال غرب سوريا والتطورات الحاصلة ميدانياً بين روسيا وتركيا، وما أفضى إليه تقدم النظام واستهدافه النقاط التركية إما بالقصف أو الحصار، معتبرة أن بوتين غدر بأردوغان في سوريا.
وحذرت الصحيفة من كارثة جديدة تلوح في سوريا، وقالت إنه يتوجب على الولايات المتحدة الرد بفرض عقوبات على روسيا، واعتبرت أن "المذبحة في شمال غرب سوريا مستمرة وأشكال القتل معروفة، وخرقت وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه قبل يومين".
ولفتت الصحيفة إلى أن روسيا ونظام الأسد وإيران يقصفون من الجوي والمدافع أهدافا مدنية، ما أدى إلى رحيل أكثر من 150 ألفا في كانون الثاني/ يناير فقط، بحسب الصليب الأحمر الدولي.
وتوضح الافتتاحية أن "هذا التحالف استطاع السيطرة حتى الآن على مدينتين واقعتين على الطريق الاستراتيجي الذي يربط دمشق مع غرب حلب، وما يزال غير واضح ما إذا كانت هذه القوات تعتزم اجتياح بقية المحافظة، التي تعد آخر المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار السوريين، وإذا فعلت ذلك فإنه سيتم دفع ثلاثة ملايين شخص باتجاه الحدود التركية، بحسب ما تقول الخارجية الأمريكية".
واعتبرت الصحيفة أن "واشنطن قد تشعر بالرضا لتورط أردوغان الذي عرض علاقات بلاده للخطر من خلال شرائه منظومة دفاع صاروخية روسية، وطرد الأكراد من منطقة حدودية، بعدما سحب ترامب قواته من المناطق الحدودية القريبة من تركيا".
وقالت: "الرئيس التركي يواجه اليوم الغدر الروسي الذي حير إدارة باراك أوباما، فوعدت موسكو بالضغط على بشار الأسد ثم ذهبت وقدمت له الدعم في حملة عسكرية من خلال القصف المقصود للمستشفيات والمدارس والأسواق، ويجب على الولايات المتحدة ألا تقف مكتوفة الأيدي وتسمح بحصول كارثة في إدلب".
وترى الصحيفة أن "موجة جديدة من اللاجئين إلى تركيا قد تؤدي إلى خروج جماعي يعرض استقرار أوروبا للخطر، وسينتشر المقاتلون المحاصرون في إدلب، وبينهم عناصر تنظيم "داعش" إلى مناطق أخرى، ويجب ألا ننسى الكارثة الإنسانية بسبب الهجوم الجديد".
وشددت على أن إدارة ترامب تحاول مساعدة الأتراك لكن من خلال التصريحات حتى الآن، فأصدر وزير الخارجية مايك بومبيو بيانا له يوم 27 كانون الثاني/ يناير، شجب فيه الهجمات التي لا مبرر لها ضد سكان شمال غرب سوريا، وأعلن عن استعداد الولايات المتحدة لاتخاذ أقوى التحركات الدبلوماسية والاقتصادية ضد الأسد، وأي دولة أو شخص يدعم هذه الأجندة "الوحشية".
ولفتت إلى أن "المبعوث الأمريكي لسوريا جيمس جيفري حمّل موسكو مسؤولية الأحداث الأخيرة، وهو ما يشير إلى أن هناك عقوبات أمريكية ضد روسيا يتم التحضير لها، لكن جيفري أكد العكس، فقال إن الولايات المتحدة تريد الضغط على الحكومة السورية".
وختمت بالقول: "لن يتحقق إلا القليل، خاصة أن الاقتصاد السوري في حالة انهيار، وإن أرادت إدارة ترامب منع حمام الدم في إدلب، فإن عليها التركيز على موسكو لا دمشق".
وتقود روسيا وإيران مع النظام حملة عسكرية واسعة النطاق بريفي إدلب وحلب تهدف للسيطرة على الطريق الدولية، وسط قصف جوي وصاروخي عنيف ومركز منذ تشرين الأول المنصرم، في ظل صمت دولي عما يجري من حرب إبادة شاملة في المنطقة ضد ملايين المدنيين.
المصدر: عربي 21