the Guardian – ترجمة بلدي نيوز
كشفت وثائق سرية اطلعت عليها صحيفة "الغارديان" بأن وحدة سرية تابعة للحكومة البريطانية تدير سراً حملة إنسانية تقوم بتقديم المساعدات إلى اللاجئين السوريين.
ظاهرياً -تبدو حملة "مساعدة لأجل سورية" أو "Help For Syria" وكأنها ليست سوى عمل إنساني مستقل يسعى لتوفير المأوى والمياه والتعليم إلى السوريين الذين نزحوا من ديارهم خلال سنوات الحرب.
إلا أن أوراقاً مسربة عن الحملة قد اظهرت كيف أن وحدة دعاية حكومية، كانت تستخدم سرّاً تلك الحملة بمثابة مخطط لمكافحة التطرف، مستهدفة بذلك البريطانيين الذين يرغبون في مساعدة إخوانهم المسلمين الذين يعانون من الحرب في سورية.
وتسعى هذه الوحدة إلى تحويل المسلمين البريطانيين نحو الانخراط في الجمعيات الخيرية القائمة في المملكة المتحدة، وذلك عوضاً عن السفر إلى سوريا للانضمام إلى الجهاد، أو أن يصبحوا عمّال إغاثة هناك، في حين كانت الحكومة قد أخفت مشاركتها في -مساعدة لأجل سوريا- عن العامة.
وتم تنظيم ونشر تلك الحملة الإنسانية في الجامعات في مختلف أنحاء البلاد، ولم يتم إخبار الآلاف من الطلاب، بأنها كانت جزءاً من عمل الحكومة في مكافحة التطرف، أحد الخريجين الذين قد تم تعيينه للعمل على تلك الحملة، وذلك دون إبلاغه بتورط وحدة الإعلام الحكومية في هذا، قال بأن الحكومة تقوم باستخدام "الطرق الملتوية" مع الشعب البريطاني.
وتقول الحملة بأنّها قد نشرت الإعلانات إلى أكثر من مليون مستخدم على "الفيسبوك"، كما وأنها قامت بإرسال الرسائل العادية "على تويتر"، وتظهر الوثائق المسربة بأنها كانت قد قامت بإيصال منشورات إلى 760 ألف أسرة في جميع أنحاء البلاد.
-مساعدة لأجل سوريا- عرفت عن نفسها بأنّها مصدر على الإنترنت، يقوم بتقديم النصح والإرشاد، لكل من يريد جمع الأموال والمساعدات إلى سوريا، وعلى موقعها على شبكة الانترنت، كانت قد أعلنت بأنّ هدفها يتجلّى بتقديم المشورة إلى الشعب حول كيفية تنظيم فعاليات لجمع التبرعات في بريطانيا، بينما توصي بعدد من الجمعيات الخيرية المعتمدة، الموجودة في المملكة المتحدة.
ومع ذلك، فإنها لم تعلن بصورة علنية عن تورط الحكومة البريطانية، منذ تأسيسها قبل ثلاث سنوات، ووفقا للوثائق المسربة، فإن "مساعدة لأجل سوريا" كانت قد أنشئت من قبل مقاول تجاري، في حين انها مخترقة من قبل شبكة الاعلام، وذلك بناء على طلب من الذراع الدعائية للحكومة، وحدة بحوث المعلومات والاتصالات (Ricu)، والتابعة لوزارة الداخلية، وكانت Ricu قد نظّمت سابقاً جهداً دعائياً مفصّلاً، في السنوات الأخيرة وذلك لمحاربة تهديد الهجمات الإرهابية.
وطبقا للوثائق، فإن بحوث Ricu قد أظهرت بأن "المسلمين البريطانيين متحفّزين للسفر إلى سوريا لسببين رئيسيين -للجهاد أو لتوفير الدعم الإنساني- لإخوانهم المسلمين".
ووفقاً للوثائق، فإن الجمهور المستهدف بشكل رئيسي هم الرجال المسلمون، الذين تتراوح أعمارهم بين 15-39، وإحدى مهمات الحملة، تستلزم إرسال موظفي اختراق وصحفيين مستقلين للتحدث مع الطلاب في معارض الطلاب المستجدين في عام 2013 و 2014 في "الجامعات المستهدفة".
ووزعت الحملة بضائعها ومحتوياتها لأكثر من 10 آلاف طالب في بريطانيا في عام 2013 وحدها، كما أنها قد أجرت مقابلات مباشرة مع 2900 شخص حول الحملة، كما جاء في إحدى الوثائق المسربة: "بعد كل فعالية، أجبنا عن مئات الاستفسارات والرسائل عن كيفية مساعدة الشعب السوري".
في عام 2014، توجهت حملة -مساعدة لأجل سوريا- إلى 24 معرضاً للطلاب المستجدين، بما في ذلك جامعة لندن، ليدز، هال وكينغستون. وغيرها من المناسبات العامة مثل المهرجانات.
الطالبة، إيمي ميلز، تم التعاقد معها للعمل في "مقصورة" -مساعدة من أجل سوريا- في جامعة كارديف في أيلول عام 2014، وذلك بعد فترة قصيرة من تخرجها، وقالت بأن تلك المقصورة كانت قد جذبت الكثير من الطلاب المسلمين، فيما وزعت المنشورات وأربطة المعصم إلى حوالي 1000 شخص.
وتم إخبارها بأنها كانت حملة دعائية، لتوجيه الناس إلى موقع -مساعدة لأجل سوريا- على شبكة الإنترنت، ولم يكن لديها أي فكرة عن أن الحملة كانت تستخدم كنظام مكافحة للتطرف، وذلك حتى تم الاتصال بها وإعلامها عن ذلك، من قبل صحيفة الغارديان.
تقول ميلز: "على ما يبدو هم يقومون بالالتفاف وراء ظهور النّاس، لجعلهم يتعاملون مع الحكومة، وهو امر لا يرغب به الكثير من الناس، إنه أسلوب ملتوي"، كما أضافت "إنها آلة دعائية كبيرة حقاً، واستخدام الناس من قبل الحكومة، والذين قد لا يدركون بالضرورة بأنه يتم استخدامهم من قبل الاستخبارات، لشيء مثير للقلق حقاً".
وتشير التقديرات إلى أن حملة -مساعدة من أجل سوريا- كانت قد استخدمت 24 ألف شخص في المجمل، وذلك في "المناطق الجغرافيّة التي يعيش فيها أكثرية من المسلمين.
وقالت وزارة الداخلية في تصريح لها: "إن الحملة قد تم تطويرها بناء على طلب من المجموعة الإنسانية لأجل سوريا، وهي منشأة تضم ثلاث جمعيات مساعدات خيرية مسجّلة".
وأضافت "ممثلو المجموعة الإنسانية من أجل سوريا، تواصلوا مع Ricu وذلك في مسعى منهم للحصول على دعم في مجال الاتصالات، وللعمل على الأهداف المشتركة، في صرف نظر الناس عن السفر إلى سوريا للجهاد، وتشجيع الأعمال الخيرية لمنظمات الإغاثة المشروعة".
اثنتان من الجمعيات الخيرية "إغاثة سوريا" و"يد بيد لأجل سورية" كانوا قد صرّحوا لصحيفة الغارديان بأنه لا علم لهم بطيعة عمل Ricu، أما الجمعية الثالثة -العناية الإنسانية لسوريا- لم تقم بالرد عندما سئلت عن تعليق.