بلدي نيوز- (أحمد عبد الحق)
تعمل إيران على زيادة التغلغل في سوريا بشتى الوسائل في إطار السباق مع روسيا التي باتت تستحوذ على قطاعات واسعة في مجال الاستثمار والاقتصاد، وتدرك طهران أن وجود ميليشياتها التي تقاتل إلى جانب النظام لن يستمر إلى ما لا نهاية، وتسعى لتثبيت قدمها في المنطقة من خلال إبرام العقود مع النظام لحين البدء بإعادة الإعمار.
وبعد الخراب الذي عم البلاد على يد إيران وميليشياتها، تعلن طهران رغبتها بإعادة ترميم المدارس التي دمرتها رفقة نظام الأسد ودفاعا عنه، بالإضافة للعديد من المشاريع التي صرحت بها ومنها سكة حديد واستثمار العقارات، في وقت تعيش إيران مرحلة اقتصادية حرجة داخليا.
ولاقت تصريحات طهران الأخيرة على لسان وزير التعليم محسن ميرزاي حول استعداد طهران لترميم مدارس سوريا، حالة استياء شعبية كبيرة لاسيما أن الكثير من مدارس إيران تعاني حالة مزرية من الخدمات التي تعجز الحكومة عن تقديمها.
وأفاد موقع "تسنيم" الإيراني قبل يوم واحد فقط من زيارة وزير التعليم الإيراني إلى دمشق، بأن الأطفال في مقاطعة بالوشيستان المنكوبة بالفيضانات جنوب شرق إيران، يرغمون على الذهاب إلى الفصول الدراسية في المدارس والحاويات المنهارة ويخاطرون بحياتهم.
ويُظهر تسجيل مصور نشر على وسائل التواصل الاجتماعي، الحالة المتداعية لمدرسة في سيستان، بلوشستان، في وقت تبدي الحكومة الإيرانية الرغبة في إصلاح المدارس في سوريا، فيما تحتاج إيران نفسها إلى المساعدة، وقال ناشطون إيرانيون: "ماذا عن مدارسنا؟".
وأقر عمدة طهران بيروز حناشي، بأن 827 مدرسة في العاصمة في "حالة خطيرة" وبحاجة إلى ترميم عاجل، في وقت قال مسؤولون آخرون إن نحو 70 في المئة من مدارس طهران وعددها نحو 4 آلاف مدرسة، في حالة سيئة.
وكانت أعلنت وزارة الطرق والتنمية العمرانية في إيران العام الماضي، أنها ستقوم ببناء 30 ألف وحدة سكنية في سوريا، ومن المفارقات أن نوايا طهران لإعادة إعمار سوريا تأتي في وقت تواصل قوات النظام وروسيا قصف الأهداف المدنية في مناطق سيطرة المعارضة في إدلب ومن بينها المدارس.
وسبق أن كشف "كيوان كاشفي" عضو مجلس إدارة غرفة التجارة الإيرانية، عن عزم بلاده إرسال فريق اقتصادي إلى سوريا لدراسة النقص في حاجاتها الأساسية في البنى التحتية لإعادة تأهيل السدود المتضررة، في سياق مساعي إيران الحصول على استثمارات اقتصادية كبيرة في سوريا.
وتقدم إيران عبر عشرات الميليشيات العسكرية الدعم للنظام السوري منذ سنوات، وتسعى للتغلغل "اقتصادياً واجتماعياً وفكرياً ودينياً"، وباتت لها اليد الطولى في مفاصل القرار لدى النظام، وتسعى لتمكين النفوذ من خلال إبرام اتفاقيات طويلة الأمد مع النظام السوري.