بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
يعتمد النظام آليات أمنية في التعاطي مع الواقع الاقتصادي المتدهور في سوريا، إلا أنّ آخر نظريات ضبط السوق وعشوائية الأسعار، وعلى لسان أحد مديري حماية المستهلك والأسعار، اعتبر أن ضبط الأسواق مسؤولية المواطن.
ودعا مسؤولون في حكومة النظام لتحويل المواطن إلى مخبر لضبط السوق.
المواطن المخبر
وقال علي الخطيب مدير حماية المستهلك في وزارة التجارة الداخلية التابعة للنظام، في إطار فعاليات ندوة أقامتها "غرفة تجارة دمشق"، ردا على ملف الانفلات في أسعار السوق المحلي، إن "على كل مواطن سوري عليه أن يقوم بدوره بالإبلاغ عن جاره وقريبه الذي يقوم بالغش"، وفقا لما نقله موقع "أخبار سورية اﻻقتصادية" الموالي.
عذر أقبح من ذنب
أما تمّام العقدة مدير الأسعار في ذات الوزارة، والذي وصفه موقع "أخبار سورية اﻻقتصادية" بـ"البعيد عن واقع الأسواق"، اعتبر أنه لا رقابة فوق رقابة الضمير، واعترف العقدة بوجود ثغرات في عمل الوزارة لكن من وجهة نظره، "علينا أن لا نجلد نفسا كثيرا في ظل هذه اﻷسواق الملتهبة".
وختم بالقول؛ "الوزارة ما تملكه من أدوات قدمته للشعب، وضبط الأسعار يكون من خلال تفعيل الرقابة الشعبية".
تجريب المجرب
ونقل الموقع ذاته عن عضو غرفة تجارة دمشق، التابعة للنظام، منار الجلاد، قوله إن الأسعار لن تنضبط قبل أن تتدخل الدولة حسب وصفه كتاجر في السوق لخلق المنافسة، وتلعب دور المستورد وبائع المفرق وأن تشتري من المزارع وتبيع في الأسواق.
يذكر أن تجربة دخول مؤسسات الدولة في السوق، تحت غطاء "اﻻشتراكية" تم تجريبه، ويؤكد الناشط "رضوان آغا" طالب في كلية اﻻقتصاد، لبلدي نيوز، أنّ ما يتم تدريسه في الكتب الجامعية قسم اﻻقتصاد، يرى في النظرية اﻻشتراكية وتدخل الدولة خطأ كبيرا، وتبرر الكتب للسوق المفتوح.
وقال اﻵغا إن "الحكومة متخبطة، ومتناقضة، وإذا سلمنا لما ورد في الكتب والمناهج الجامعية بفشل اﻻقتصاد اﻻشتراكي الذي هلل له حزب البعث أربعة عقود، فإننا أمام فكرة يلي بيجرب المجرب عقله مخرب".
خارج السرب
رغم اعتراف حكومة النظام بالانفلات في السوق المحلي، وعدم الانضباط في التسعيرة الرسمية كما تشير مواقع موالية، إﻻ أنّ المديرين المعنيين بالتسعير وحماية المستهلك بوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، التابعة للنظام، غردوا خارج الواقع الحالي للأسواق، كما وصفهم تقرير لموقع "أخبار سورية اﻻقتصادية" الموالي.
ويبدو أنّ العقلية اﻷمنية وتحويل المواطن إلى مخبر، راسخة في ذهنية الفريق اﻻقتصادي الموالي، وباتت من المسلمات في التعاطي مع "متلازمة اﻷزمات" التي تموج بها مناطق النظام.