بلدي نيوز
سلط مسؤول في اتحاد نقابات العمال الثورية "DİSK" الضوء على معاناة اللاجئين السوريين وظروف عملهم القاسية في تركيا، مشدداً على ضرورة فتح أبواب النقابات أمامهم لضمان حقوقهم.
واستهلّ مدير العلاقات الدولية في الاتحاد التركي "كيفانش إلي أشيك" تقريره بالإشارة إلى وجود 1.6 مليون سوري في سن العمل على الأراضي التركية، يعمل عشرات الآلاف منهم بشكل غير قانوني في مجالات العمل المختلفة وسط ظروف محفوفة بالمخاطر.
وأضاف "كيفانش" أن السوريين يعملون بجد أكثر من الجميع دون ضمان صحي أو أمان وظيفي، ويتقاضون رغم ذلك أجوراً تقلّ عن الآخرين، يتأخر أرباب الأعمال في دفعها لهم وقد يفشل في تحصيلها بعضهم أيضاً، ناهيك عن التمييز والمضايقات التي تتعرض لها النساء والأطفال منهم.
وأشار إلى أن قبول المهاجرين العمل في مجالات يرفض العمال المحليون مزاولتها هو أمر شائع في مختلف دول العالم، إلا أن الأمر مختلف في تركيا، حيث اضطر السوريون للرضوخ وممارسة "أعمال قذرة" بأجور زهيدة نظراً لحاجتهم الماسة للعمل.
وأوضح أن استغلال أرباب العمل حاجة السوريين تلك تسببت بارتفاع معدل البطالة وانخفاض الأجور، خاصة في المدن التي يكثرون فيها، ونُسبت إلى السوريين جراء ذلك تهمة "سرقة مصدر رزق الأتراك"، مؤكداً على أن من سرق رزقهم هم أرباب العمل وليس السوريون.
ولفت الانتباه إلى استثمار أصحاب الأعمال التواجد السوري على الأراضي التركية اليوم، وتهديدهم من يعترض أو يطالب بزيادة أجره من العمال الأتراك باستبدالهم بآلاف السوريين المستعدين للعمل لقاء أجور منخفضة، بعد أن كانوا يهددونهم بآلاف العاطلين عن العمل على مدار السنوات الماضية.
وأضاف أن السوريين يعملون لنحو 12.4 ساعة وسطياً في اليوم الواحد، دون زيادة سنوية أو تعويضات اجتماعية مثل بدل الطعام والمواصلات ومكافآت الأعياد، ويُجبر بعضهم على العمل لساعات إضافية في المساء دون أجور إضافية مستحقة.
كما أشار إلى انتشار ظاهرة جديدة في مجالي الزراعة والبناء، يعمد خلالها العامل التركي إلى توكيل أعماله لآخر سوري لقاء تنازله عن جزء من أجره الشهري، إضافة إلى العمولات التي تُدفع للوسطاء في مجال الزراعة الموسمية، وتصل إلى نسبة 25 في المئة من الأجور، لقاء تأمين الاحتياجات الأساسية من سكن وغيرها.
وفيما يتعلق بالسوريين الحاصلين على "إذن عمل"، أوضح "كيفانش" أن أعدادهم لا تتجاوز 20 ألفاً، مشيراً إلى أن معظمهم يملكون أعمالهم المستقلة أو من أصحاب الياقات البيضاء (أصحاب العمل المكتبي)، فيما يضطر الآخرون للجوء إلى السماسرة ووكالات التوظيف الخاصة.
وأشار إلى أن اللغة التركية تمثل العقبة الأكبر أمام السوريين في حياتهم المهنية، مضيفا، أن الشعراء والكتّاب والصحفيين الذين اعتادوا على كسب رزقهم في سوريا عبر أفكارهم وفصاحتهم اللغوية يضطر بعضهم اليوم للعمل في تنظيف الحمامات، ويعانون من الإقصاء الاجتماعي جراء عجزهم عن شرح ما يجول في أذهانهم للأتراك.
المصدر: الجسر ترك