بلدي نيوز- (ليلى حامد)
"لم أتمكن حتى اليوم من شراء الحطب للتدفئة؛ 3 أطفال وأنا وزوجتي، يمكننا أن نواجه البرد حتى نهاية شهر تشرين الثاني، هذا أقصى ما نملك"، بهذه الكلمات يصف "أبو خالد" المهجر من ريف دمشق مأساتهم مع فصل الشتاء والحرمان من وسائل التدفئة.
يسكن "أبو خالد" في مدينة إدلب في بيتٍ شبه مدمر بفعل قصف طائرات اﻷسد، حيث يقول: "يبلغ سعر كيلو الحطب أكثر من 100 ل.س، ومع غياب المورد وعدم القدرة على سد الحاجات اﻷساسية التي ترتبط بالغذاء وبعض اﻷدوية، لم أتمكن من شراء الحطب.
ينتظر "أبو خالد" المساعدة من بعض معارفه، ويتوقع أن ذلك سيؤمن له 400 كغ من الحطب ذو الجودة المتوسطة، ويرى أنه بذلك سيكون أحسن حاﻻ من غيره، ﻻسيما في المخيمات.
تضاعفت تكاليف المعيشة مع حلول فصل الشتاء في شمال سوريا المحرر، وانعكس ذلك بنفقات إضافية على عاتق الأسرة في مناطق سيطرة المعارضة، دون وجود حلول في المدى المنظور، مع حالة من التململ والاستياء من سياسات حكومة اﻹنقاذ.
أسرة "مأمون" المهجرة من ريف حمص لم تكن أفضل حالا من أسرة "أبو خالد"، حيث تعتمد على المواد البلاستيكية وبعض اﻷثاث البالي الذي تستخدمه للتدفئة.
يقول "مأمون" لمراسلة بلدي نيوز: "نوقد المدفأة مرةً واحدة في الليل نظرا لبرودة الطقس، وحتى ﻻ نستهلك كمية كبيرة من المواد البلاستيكية واﻷثاث المتوفر في الدار المدمر، نكتفي بهذا القدر من عمل المدفأة".
ومع غياب مادة المازوت واحتكارها من قبل "هيئة تحرير الشام" وحكومة اﻹنقاذ التابعة لها، يزداد الوضع سوءا إذ بات الحطب خيار السكان الوحيد، ما أسهم في رفع سعره في السوق وفق "أبو أحمد" الذي يعمل في بيع الحطب.
وباتت كلمة "حطب" المرادفة للبرد والكلمة التي تتردد على ألسنة الناس في إدلب والشمال المحرر عموما، في حين تؤكد بعض اﻷسر أنّ "التدفئة" خرجت أو تكاد من قاموسها.
وتحتاج اﻷسرة في إدلب إلى 700 دولار أمريكي شهريا وفق الناشط اﻹعلامي "أبو أسامة" المهجر من ريف دمشق، ويؤكد أنها بالكاد تفي باﻷساسيات.
ووفقا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة لعام 2019، فإنّ 83% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر واعتبرهم التقرير فاقدين للأمن الغذائي، ويحتاج 11.7 مليون سوري للمساعدات الإنسانية.